للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمال طغرلبك وخطب للملك أبي كاليجار فبعث طغرلبك أخاه إبراهيم نيال سنة سبع وثلاثين وأربعمائة إلى همذان، ولحق كرشاسف بشهاب الدولة أبي الفوارس منصور بن الحسين صاحب جزيرة بني دبيس، وارتاع الناس بالعراق لوصول إبراهيم نيال إلى حلوان، وبلغ الخبر إلى أبي كاليجار فأراد التجمّع لإبراهيم نيال فمنعه قلة الظهر.

وحدثت فتنة بين طغرلبك وأخيه إبراهيم نيال وأخذ الري وبلاد الجيل من يده. ثم سار إلى أصفهان فحاصرها في محرّم سنة اثنين وأربعين، وبعث السرايا فبلغت البيضاء، وأقام يحاصرها حولا كاملا حتى جهدهم الحصار، وعدموا الأقوات وحرقوا السقف لوقودهم حتى سقف الجامع، ثم استأمنوا وخرجوا إليه وملك أصفهان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وأقطع صاحبها أبا منصور وأجناده في بلاد الجبل ونقل أمواله وسلاحه من الريّ إليها وجعلها كرسيا لملكه، وانقرضت دولة فخر الدولة بن بويه من الريّ وأصفهان وهمذان، وبقي منهم بالعراق وفارس أبو كاليجار والبقاء للَّه وحده.

[(موت أبي كاليجار)]

ولما رأى أبو كاليجار استيلاء طغرلبك على البلاد، وأخذه الريّ وأصفهان وهمذان والجيل من قومه، وإزالة ملكهم راسله في الصهر والصلح، بأن يزوّجه ابنته، وزوّج داود أخو طغرلبك ابنته من أبي منصور بن أبي كاليجار، وانعقد ذلك بينهما في منتصف تسع وثلاثين وأربعمائة وكتب طغرلبك إلى أخيه إبراهيم نيال عن العراق وأعماله [١] ابن سكرستان من الديلم، وقرّر عليه مالا فطاول في حمله،


[١] هكذا بياض بالأصل وفي الكامل ج ٩ ص ٥٣٦: «وكتب طغرلبك الى أخيه ينّال يأمره بالكف عما وراء ما بيده» . والظاهر من متابعة النص ان بعض العبارات قد سقطت أثناء النسخ حيث يظهر عدم الانسجام في السياق. وفي الكامل أيضا ص ٥٤٧ عند ذكر موت الملك أبي كاليجار يذكر ابن الأثير:
«في هذه السنة- ٤٤٠- توفي الملك أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه، رابع جمادى الأولى بمدينة جناب من كرمان. وكان سبب مسيره إليها انه كان قد عوّل في ولاية كرمان حربا وخرابا على بهرام بن لشكرستان الديلميّ وقرّر عليه مالا:» وفي تاريخ أبي الفداء ج ٢ ص ١٦٩: «وكان الملك أبو كاليجار سار الى بلاد كرمان لخروج عامله بهرام الديلميّ عن طاعته» .

<<  <  ج: ص:  >  >>