قراوش يستحثه فوصل، ووفّى لابن قراد بما عاهده عليه نائبة عبد الله، وأقام ابن قراد عنده. ثم إنّ الحسن بن المسيّب جاء إلى مشايخ بني عقيل شاكيا مما فعله قراوش وابن قراد عنده، فسعوا بينهم في الصلح، واتفق الحسن وقراوش على الغدر بابن قراد، وأن يسير أحدهما إلى الآخر متحاربين، فإذا تلاقيا قبضا على ابن قراد ففعلا ذلك. فلما تراءى الجمعان نمي الخبر إلى ابن قراد فهرب، واتبعه قراوش والحسن ولم يدركاه، ورجع قراوش إلى بيوته فأخذها بما فيها من الأموال، فوجه الأموال إلى أن أخذها أبو جعفر الحجّاج بن هرمز.
[(فتنة قراوش مع بهاء الدولة بن بويه)]
ولما كانت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة بعث قراوش بن المقلّد جمعا من بني عقيل إلى المدائن فحصروها، فبعث أبو جعفر بن الحجّاج بن هرمز نائب بهاء الدولة ببغداد عسكرا إليهم فدفعوهم عنها. فاجتمعت عقيل وبنو أسد وأميرهم عليّ بن مزيد.
وخرج أبو جعفر إليهم واستجاش بخفاجة، وأحضرهم من الشام فانهزم واستبيح عسكره، وقتل وأسر من الأتراك والديلم كثير. ثم جمع العساكر ثانيا ولقيهم بنواحي الكوفة فهزمهم، وقتل وأسر وسار إلى أحياء بني مزيد، ونهب منها ما لا يقدّر قدره.
ثم سار قراوش إلى الكوفة سنة سبع وتسعين، وكانت لأبي علي بن تمال الخفاجي، وكان غائبا عنها فدخل قراوش الكوفة وصادرهم. ثم قتل أبو علي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكان الحاكم صاحب مصر قد ولّاه الرحبة فسار إليها، وخرج إليه عيسى ابن خلاط العقيليّ فقتله وملكها. ثم ملكها بعده غيره إلى أن ولي أمرها صالح بن مرداس الكلابيّ صاحب حلب.
[(قبض قراوش على وزرائه)]
كان معتمد الدولة قراوش بن المقلّد قد استوزر أبا القاسم الحسين بن عليّ بن الحسين المغربي، وكان من خبره أنّ أباه من أصحاب سيف الدولة بن حمدان فذهب عنه