للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إتيان الكوفة ليخبروا أصحابه بقدومه. وبعث الحرث بن أبي ربيعة إليه جيشا كثيفا فقاتلهم وتفرّق عنه أصحابه وأثخنه الجراح فخاض البحر إلى سفينة فركبها حتى توسط الفرات فأشرف خيل على السفينة وتبادروا به فقام يمشي في البحر فتعلقوا به فألقى نفسه في الماء مع بعضهم فغرّقوه.

[حروب الخوارج مع عبد الملك والحجاج]

ولما استقرّ عبد الملك بالكوفة بعد قتل مصعب بعث على البصرة خالد بن عبد الله وكان المهلّب يحارب الأزارقة فولّاه على خراج الأهواز وبعث أخاه عبد العزيز بن عبد إلى قتال الخوارج، ومعه مقاتل بن مسمع، وأتت الخوارج من ناحية كرمان إلى داربجرد وبعث قطريّ بن الفجاءة صالح بن مخراق [١] في تسعمائة فاستقبل عبد العزيز ليلا على غير تعبية فانهزم وقتل مقاتل بن مسمع وأسرت بنت المنذر بن الجارود امرأة عبد العزيز فقتلها الخوارج. وتغيّر عبد العزيز إلى رامهرمز. وكتب خالد بالخبر إلى عبد الملك فكتب إليه [٢] على ولاية أخيه الحرب وولاية المهلّب جباية الخراج وأمره بأن يسرّح المهلّب بحربهم. وكتب إلى بشر بالكوفة بإمداده بخمسة آلاف مع من يرضاه، فإذا فرغوا من قتال الخوارج ساروا إلى الري، فكانوا هنالك مسلحة فأنفذ بشر العسكر وعليهم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وكتب له عهده على الريّ. وخرج خالد بأهل البصرة ومعه المهلّب واجتمعوا بالأهواز.

وجاءت الازارقة فأحرقوا السفن. ومرّ المهلّب بعبد الرحمن بن الأشعث وأمره أن يخندق عليه وأقاموا كذلك عشرين ليلة. ثم زحف الخوارج بالناس فهال الخوارج كثرتهم وانصرفوا. وبعث خالد داود بن قحدم في آثارهم وانصرف إلى البصرة وكتب بالخبر إلى عبد الملك فكتب إلى أخيه بشر أن يبعث أربعة آلاف من أهل الكوفة إلى فارس، ويلحقوا بداود بن قحدم في طلب الأزارقة. فبعث بهم بشر بن عتاب ولحقوا بداود واتبعوا الخوارج حتى أصابهم الجهد ورجع عامتهم مشاة إلى الأهواز.


[١] صالح بن مخارق: ابن الأثير ج ٤ ص ٣٤٢.
[٢] بياض بالأصل وفي الكامل ج ٤ ص ٣٤٣: فكتب اليه عبد الملك: قد عرفت ذلك وسألت رسولك عن المهلب فأخبرني انه عامل على الأهواز، فقبّح الله رأيك حين تبعث أخاك أعرابيا من أهل مكة على القتال وتدع المهلب يجبي الخراج.»

<<  <  ج: ص:  >  >>