للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسط [١] . ثم سار إلى طهثا وكتب الجناني بذلك إلى سليمان فوافاه لاثنتين من ذي الحجّة، وجاء أحمد بن كيتونة بعد أن كان سار إلى الكوفة وجبيل [٢] ، فعاد إلى البريدية [٣] وصرف جعلان وضبط تلك الأعمال، وأوقع تكين بسليمان وقتل جماعة من قوّاده. ثم ولّى الموفّق على مدينة واسط محمد بن الوليد وجاءه في العساكر واستمدّ سليمان صاحبه بالخليل بن أبان في ألف وخمسمائة مقاتل، فزحف إلى ابن المولّد وهزمه واقتحم واسط بها منكجور البخاري فقاتله عامة يومه، ثم قتل ونهب البلد وأحرقها وانصرف سليمان إلى جبيل واستدعوه في نواحيها تسعين ليلة.

[استيلاء ابن طولون على الشام]

كان على دمشق أيام المعتمد ماجور [٤] من قوّاد الأتراك، فتوفي سنة أربع وستين وقام ابنه عليّ مكانه. وتجهّز أحمد بن طولون من مصر إلى دمشق وكتب إلى ابن ماجور بأنّ المعتمد أقطعه الشام والثغور، فأجاب بالطاعة، وسار أحمد واستخلف على مصر ابنه العبّاس ولقيه ابن ماجور بالرملة فولّاه عليها، وسار إلى دمشق فملكها وأقرّ القوّاد على أقطاعهم. ثم سار إلى حمص فملكها ثم حماة ثم حلب، وكان على أنطاكية وطرسوس سيما الطويل من قوّاد الأتراك، فبعث إليه ابن طولون بالطاعة وأن يقرّه على ولايته فامتنع، فسار إليه ودلّوه على عورة في سور البلد نصب عليها المجانيق، وقاتله فملكها عنوة وقتل سيما في الحرب، فسار ثم قصد طرسوس فدخلها واعتزم على المقام بها ويريد الغزو. وشكا أهلها غلاء السعر وسألوه الرحيل فرحل عنهم إلى الشام، ومضى إلى حرّان وبها محمد بن أتامش فحاربه وهزمه، واستولى عليها. ثم جاءه الخبر بانتقاض ابنه العبّاس بمصر وأنه أخذ الأموال وسار إلى برقة فلم يكترث لذلك، وأصلح أحوال الشام وأنزل بحرّان عسكرا، وولّى مولاه لؤلؤا على الرقّة وأنزل معه عسكرا، وبلغ موسى بن أتامش خبر أخيه محمد فجمع العساكر وسار نحو


[١] «وأسر جماعة وكان بها قاض لسليمان فأسره مطر وحمله إلى واسط» المرجع السابق ص ٣١٥.
[٢] جنبلاء: المرجع السابق.
[٣] الشديدية: المرجع السابق.
[٤] أماجور: ابن الأثير ج ٧ ص ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>