للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجمعت بين قريبه وبعيده ... وجمعت بين مجمّه ومعينة

وإذا مدحت به جوادا ماجدا ... وقضيته بالشّكر حقّ ديونه

أصفيته (بتفتّش ورضيته) [١] ... وخصصته بخطيره وثمينه

فيكون جزلا في مساق صنوفه ... ويكون سهلا في اتّفاق فنونه

وإذا بكيت به الدّيار وأهلها ... أجريت للمحزون ماء شئونه [٢]

وإذا أردت كناية عن ريبة ... باينت بين ظهوره وبطونه

فجعلت سامعه يشوب شكوكه ... بثبوته [٣] وظنونه بيقينه

وإذا عتبت على أخ في زلّة ... أدمجت شدّته له في لينه

فتركته مستأنسا بدماثة ... مستأمنا لوعوثه وحزونه.

وإذا نبذت إلى الّذي علقتها ... إذ صارمتك بفاتنات شئونه

تيّمتها بلطيفه ورفيقه ... وشغفتها بخبيّه وكمنه

وإذا اعتذرت لسقطة أسقطتها ... وأشكت بين مخيله ومبينه

فيحول ذنبك عند من يعتدّه ... عتبا عليه مطالبا بيمينه

[الفصل السادس والخمسون في أن صناعة النظم والنثر إنما هي في الألفاظ لا في المعاني]

اعلم أنّ صناعة الكلام نظما ونثرا إنّما هي في الألفاظ لا في المعاني وإنّما المعاني تبع لها وهي أصل. فالصّانع الّذي يحاول ملكة الكلام في النّظم والنّثر


[١] وفي نسخة أخرى: بنفيسة ورصينه.
[٢] مجاري الدمع.
[٣] وفي نسخة أخرى: بثنائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>