للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتى بعضه يشاكل بعضا ... وأقامت له الصّدور المتونا

كلّ معنى أتاك منه على ما ... تتمنّى ولم يكن أن يكونا

فتناهى من البيان إلى أن ... كاد حسنا يبين للنّاظرينا

فكأنّ الألفاظ منه وجوه ... والمعاني ركّبن فيها عيونا

إنّما في المرام حسب الأماني ... يتحلّى بحسنة المنشدونا

فإذا ما مدحت بالشّعر حرّا ... رمت فيه مذاهب المشتهينا [١]

فجعلت النّسيب سهلا قريبا ... وجعلت المديح صدقا مبينا

وتنكّبت ما يهجّن في السّمع ... وإن كان لفظه موزونا

وإذا ما عرضته [٢] بهجاء ... عبت فيه مذاهب المرقبينا [٣]

فجعلت التّصريح منه دواء ... وجعلت التّعريض داء دفينا

وإذا ما بكيت فيه على ... الغادين يوما للبين والظّاعنينا

حلت دون الأسى وذلّلت ما كان ... من الدّمع في العيون مصونا

ثمّ إن كنت عاتبا جئت بالوعد ... وعيدا وبالصّعوبة بينا [٤]

فتركت الّذي عتبت عليه ... حذرا آمنا عزيزا مهينا

وأصحّ القريض ما قارب النّظم ... وإن كان واضحا مستبينا

فإذا قيل أطمع النّاس طرّا ... وإذا ريم أعجز المعجزينا

ومن ذلك أيضا قول بعضهم وهو الناشي:

الشّعر ما قوّمت ربع صدوره ... وشددت بالتّهذيب أسّ متونه

ورأيت بالإطناب شعب صدوعه ... وفتحت بالإيجاز عور عيونه


[١] وفي النسخة الباريسية: المسهبينا.
[٢] وفي نسخة أخرى: قرضته.
[٣] وفي النسخة الباريسية: المرفتينا.
[٤] وفي نسخة أخرى: لينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>