للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهدّدهم عليه فجاءوا به فبعثه إلى سليمان. ووفّى وكيع لحيّان النبطيّ بما ضمن له.

[ولاية يزيد بن المهلب خراسان]

كان يزيد بن المهلّب لما ولاه سليمان العراق على الحرب والصلاة والخراج استكره أن يحيف على الناس في الخراج فتلحقه المذمة كما لحقت الحجاج ويخرب العراق، وإن قصّر عن ذلك لم يقبل منه فرغب من سليمان أن يعفيه من الخراج وأشار عليه بصالح ابن عبد الرحمن مولى تميم فولاه سليمان الخراج وبعثه قبل يزيد فلما جاء صالح إلى يزيد ضيّق عليه صالح، وكان يزيد يطعم على ألف خوان فاستكثرها صالح فقال:

اكتب ثمنها عليّ وغير ذلك وضجر يزيد وجاء خبر خراسان ومقتل قتيبة فطمع يزيد في ولايتها ودسّ عبد الله بن الأهتم على سليمان أن يولّيه خراسان ولا يشعر بطلبته بذلك. وسيّره على البريد فقال له سليمان: إنّ يزيد إليّ بذكر عملك بالعراق! فقال: نعم بها ولدت وبها نشأت. ثم استشاره فيمن يوليه خراسان ولم يزل سليمان بذكر الناس وهو يردّهم، ثم حذّره من وكيع وغدره قال: فسمّ أنت! قال شريطة الكمال الإجازة ممن أشير به، وإذا علم يكره ذلك. ثم قال: هو يزيد بن المهلب فقال سليمان: العراق أحب إليه، فقال ابن الأهتم: قد عملت ولكن نكرهه فيستخلف على العراق ويسير إلى خراسان، فكتب عهد يزيد على خراسان وبعثه مع ابن الأهتم فلما جاءه بعث ابنه مخادا على خراسان ثم سار بعده واستخلف على واسط الجرّاح بن عبد الله الحكميّ وعلى البصرة ابن عبد الله بن هلال الكلابي، وعلى الكوفة حرملة بن عيد اللمغميّ. ثم عزله لأشهر بشير بن حيّان النهدي، فكانت قيس تطلب بثأر قتيبة وتزعم أنه لم يخلع. فأوصى سليمان يزيد إن أقامت قيس بيّنة أنه لم يخلع أن يقيد به من وكيع.

[أخبار الصوائف [١] وحصار قسطنطينية]

كانت الصوائف تعطلت من الشام منذ وفاة معاوية وحدوث الفتن واشتدّت الفتن أيام عبد الملك اجتمعت الروم واستجاشوا على أهل الشام فصالح عبد الملك صاحب قسطنطينية على أن يؤدّي إليه كل يوم جمعة ألف دينار خشية منه على المسلمين ونظرا


[١] الصوائف هي الجيوش التي كانت تجهز في أوان الصيف لسد الثغور وحرب الكفار، استمر ذلك من صدر الإسلام إلى أواخر الدولة العباسية أهـ. من خط الشيخ العطار.

<<  <  ج: ص:  >  >>