للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثمائة فبعث إليه طرخون كف أصحابك فإنّا نرحل الغداة. فرجع وارتحل طرخون والعجم جميعا. ولما ولي المفضل خراسان بعث عثمان بن مسعود في جيش إلى موسى ابن حازم وكتب إلى مدرك بن المهلب في بلخ بالمسير معه، فعبر النهر في خمسة عشر ألفا، وكتب إلى رتبيل وإلى طرخون أن يكونوا مع عثمان. فحاصروا موسى بن حازم فضيّقوا عليه شهرين، وقد خندق عثمان على معسكره حذر البيات فقال موسى لأصحابه: اخرجوا بنا مستميتين واقصدوا الترك فخرجوا وخلّف النضر ابن أخيه سليمان في المدينة وقال له: إن أنا قتلت فملك المدينة لمدرك بن المهلّب دون عثمان وجعل ثلث أصحابه بإزاء عثمان وقال لا تقاتلوه إلا إن قاتلكم وقصد طرخون وأصحابه وصدقوهم القتال، فانهزم طرخون وأخذوا وحجزت الترك والصغد بينهم وبين الحصن فقاتلهم فعقروا فرسه وأردفه مولى له فبصر به عثمان حين وثب فعرفه فقصده وعقروا به الفرس وقتلوه، وقتل خلق كثير من العرب وتولى قتل موسى واصل العنبريّ ونادى منادي عثمان بكفّ القتل وبالأسر وبعث النضر بن سليمان إلى مدرك ابن المهلب فسلّم إليه مدينة ترمذ وسلّمها مدرك إلى عثمان وكتب المفضل إلى الحجّاج بقتل موسى فلم يسرّه لأنه من قيس وكان قتل موسى [١] سنة خمس وثمانين لخمس عشرة سنة من تغلبه على ترمذ.

[البيعة للوليد بالعهد]

وكان عبد الملك يروم خلع أخيه عبد العزيز من ولاية العهد والبيعة لابنه الوليد، وكان قبيصة ينهاه عن ذلك ويقول: لعلّ الموت يأتيه وتدفع العار عن نفسك وجاءه روح بن زنباع [٢] ليلة وكان عنده عظيما ففاوضه في ذلك فقال: لو فعلته ما انتطح فيه عنزان.

فقال: نصلح إن شاء الله. وأقام روح عنده ودخل عليهما قبيصة بن ذؤيب من جنح


[١] رحمه الله لو أبقي في حصنه ليكون سدا بينهم وبين طوائف الأمم المجاورة له لكان خيرا لهم وللإسلام، فقد فجعوا الإسلام بقتله، كما فجعوه بقتل قتيبة بن مسلم الباهلي. فاني أظن انه لم يأت في صدر الإسلام عند قيام الدولة الأموية مثلهما. يعرف ذلك من نظر في وقائعهما وحروبهما. «من خط الشيخ العطّار» .
[٢] روح بن زنباع قالت فيه زوجته:
بكن الخز من روح وأنكر جلده ... وعجبت عجبا من جزام المطارف
وهذا البيت أورده السنوسي في شرح الكبرى، واختلفت نسخ الشراح والحواشي فيه فمن قائل عون وآخر عوف والصحيح روح. وله ترجمة في كتاب الاغاني. ولزوجته قائلة البيت قصة ظريفة رحمهما الله تعالى أهـ. من خط الشيخ العطار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>