للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أستغفر الله كلّ حين ... قد ذهب العيش والهناء

أصبح في تونس وأمسى ... والصّبح للَّه والمساء

الخوف والجوع والمنايا ... يحدثها الهرج والوباء

والنّاس في مرية وحرب ... وما عسى ينفع المراء

فأحمديّ يرى عليّا ... حلّ به الهلك والتّواء

وآخر قال سوف يأتي ... به إليكم صبا رخاء

والله من فوق ذا وهذا ... يقضي لعبديه ما يشاء

يا راصد الخنّس الجواري ... ما فعلت هذه السّماء

مطلتمونا وقد زعمتم ... أنّكم اليوم أملياء

مرّ خميس على خميس ... وجاء سبت وأربعاء

ونصف شهر وعشر ثان ... وثالث ضمّه القضاء

ولا نرى غير زور قول ... أذاك جهل أم ازدراء

إنّا إلى الله قد علمنا ... أن ليس يستدفع القضاء

رضيت باللَّه لي إلها ... حسبكم البدر أو ذكاء

ما هذه الأنجم السّواري ... إلّا عباديد أو إماء

يقضى عليها وليس تقضي ... وما لها في الورى اقتضاء

ضلّت عقول ترى قديما ... ما شأنه الجرم والفناء

وحكمت في الوجود طبعا ... يحدثه الماء والهواء

لم تر حلوا إزاء مرّ ... تغذوهم تربة وماء

الله ربّي ولست أدري ... ما الجوهر الفرد والخلاء

ولا الهيولى الّتي تنادي ... ما لي عن صورة عراء

ولا وجود ولا، انعدام ... ولا ثبوت ولا انتفاء

والكسب لم أدر فيه إلّا ... ما جلب البيع والشّراء

<<  <  ج: ص:  >  >>