للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأبلق بعد إيقاعه ببني كنانة على أنهم بنو أسد وتفرّق عنه أصحابه كراهية لفعله، واحتاج إلى الهرب فطلبه المنذر بن ماء السماء وبعث في طلبه جموعا من إياد وبهرا وتنوخ وجيوشا من الأساورة أمده بهم أنوشروان، وخذلته حمير وتفرّقوا عنه فالتجأ إلى السموأل ومعه أدراع خمسة مسمّاة كانت لبني آكل المرار يتوارثونها، ومعه بنته هند وابن عمه يزيد بن الحرث بن معاوية بن الحرث ومال وسلاح كان بقي معه والربيع بن ضبع بن نزارة، وأشار عليه الربيع بمدح السموأل فمدحه ونزل به، فضرب لابنته قبة وأنزل القوم في مجلس له براح، فمكثوا ما شاء الله. وسأله امرؤ القيس أن يكتب له إن الحرث بن أبي شمر يوصله إلى قيصر ففعل واستصحب رجلا يدله على الطريق وأودع ابنته وماله وأدراعه السموأل، وخلف ابن عمه يزيد بن الحرث مع ابنته هند ونزل الحرث بن ظالم غازيا على الأبلق، ويقال الحرث بن أبي شمر ويقال ابن المنذر، وبعث الحرث بن ظالم ابنه يتصيّد ويهدّده بقتله فأبى من الخفار ذمته وقتل ابنه فضرب به المثل في الوفاء بذلك [١] .

وأمّا نسب السموأل فقال ابن خليفة عن محمد بن سالم البيكنديّ عن الطوسي عن ابن حبيب: إنه السموأل بن عريض بن عاديا بن حيا، ويقال إنّ الناس يدرجون عريضا في النسب ونسبه عمرو بن شبّة ولم يذكر عريضا، وقال عبد الله بن سعيد عن دارم بن عقال: من ولد السموأل بن عاديا بن رفاعة بن ثعلبة بن كعب بن عمرو ابن عامر مزيقياء وهذا عندي مجال لأن الأعشى أدرك سريج بن السموأل وأدرك الإسلام، وعمرو مزيقياء قديم لا يجوز أن يكون بينه وبين السموأل ثلاثة آباء ولا عشرة، وقد قيل إنّ أمه من غسّان وكلهم قالوا هو صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيما المشهور بالزبّاء، وقيل من ولد الكوهن بن هارون، وكان هذا الحصن لجدّه


[١] الواقع ان ابن السموأل هو الّذي كان في رحلة صيد، وعند عودته الى الحصن وجده محاصرا، فالقى قائد الحملة القبض عليه ونادى والده السموأل ليرى ابنه، واطلّ السموأل فرأى ابنه أسيرا والسيف فوق عنقه، فهدد القائد السموأل بقتل ابنه إذا لم يسلم الأمانة ولكن السموأل ابن تسليم الأمانة وبذلك يقول الأعشى:
كن كالسموأل إذا طاف الهمام به ... في جحفل كهزيع الليل جرار
إذا سامه خطتي خسف فقال له: ... قل ما تشاء فإنّي سامع حار
فقال: غدر وثكل أنت بينهما ... فاختر وما فيهما حظ لمختار
فشك غير طويل ثم قال له: ... اقتل أسيرك اني مانع جاري

<<  <  ج: ص:  >  >>