وأمّا عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل فمنه تيم الله وقيس ابنا ثعلبة بن عكابة وشيبان بن ذهل بن ثعلبة، بطون ثلاثة عظيمة، وأوسعها وأكثرها شعوبا بنو شيبان، وكانت لهم كثرة في صدر الإسلام شرقي دجلة في جهات الموصل، وأكثر أئمة الخوارج في ربيعة منهم، وسيّدهم في الجاهلية مرّة بن ذهل بن شيبان كان له أولاد عشرة نسلوا عشرة قبائل أشهرهم: همّام وجسّاس، وسادهما بعد أبيه. وقال ابن حزم: تفرّع من همّام ثمانية وعشرون بطنا. وأمّا جسّاس فقتل كليبا زوج أخته وهو سيّد تغلب حين قتل ناقة البسوس جارته، وأقام ابن كليب عند بني شيبان إلى أن كبر وعقل أن جساسا خاله هو الّذي قتل أباه فقتله ورجع إلى تغلب، فمن ولد جسّاس بنو الشيخ كانت لهم رياسة بآمد وانقطعت على يد المعتضد. ومن بني شيبان هانئ بن مسعود الّذي منع حلقة النعمان من أبرويز لما كانت وديعة عنده، وكان سبب ذلك يوم ذي قار وهو هانئ بن مسعود بن عامر بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، ومنهم الضحّاك بن قيس الخارجيّ الّذي بويع أيام مروان بن محمد على مذهب الصفريّة وملك الكوفة وغيرها، وبايعه بالخلافة جماعة من بني أمية منهم سليمان بن هشام بن عبد الملك، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وقتله آخرا مروان بن محمد. وهو الضحّاك بن قيس بن الحصين بن عبد الله بن ثعلبة بن زيد مناة بن أبي عمرو بن عوف بن ربيعة بن محلم بن ذهل بن شيبان، وسيأتي الإلمام بخبره. ومنهم المثنّى بن حارثة الّذي فتح سواد العراق أيام أبي بكر وعمر وأخوه المعنّى بن حارثة. ومنهم عمران بن حطّان من أعلام الخوارج. وهذا انقضاء الكلام في ربيعة بن نزار والله المعين.