فبنو عبد الدار كان منهم النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار، أسر يوم بدر مع المشركين، ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومرّ بالصفراء أمر به فضرب عنقه هنالك. ومصعب بن عمرو بن هاشم بن عبد مناف صحابي بدري استشهد يوم أحد وكان صاحب اللواء، ومن عقبه كان عامر بن وهب القائم بسرقسطة من الأندلس بدعوة أبي جعفر المنصور، وقتله يوسف بن عبد الرحمن الفهريّ أمير الأندلس قبل عبد الرحمن الداخل. ومنهم أبو السنابل بن بعكك بن السبّاق بن عبد الدار صحابي مشهور، ومنهم عثمان بن طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار الّذي دفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح مفتاح الكعبة، وقيل إنّما دفعه إلى أخيه شيبة وصارت حجابة البيت إلى بني شيبة بن طلحة من يومئذ.
وبنو عبد العزّى بن قصيّ منهم أبو البختري العاصي بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى، أراد التملّك على قريش من قبل قيصر فمنعوه فرجع عنهم الى الشام، وسجن من وجد بها من قريش، وكان في جملتهم أبو أحيحة سعيد بن العاص فدست قريش إلى عمرو بن جفنة الغسّانيّ، فسمّ عثمان بن الحويرث ومات بالشام.
وهبّار بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى، كان من عقبه عمر بن عبد العزيز بن المنذر بن الزبير بن عبد الرحمن بن هبّار صاحب السند وليها في ابتداء الفتنة إثر قتل المتوكّل، وتداول أولاده ملكها إلى أن انقطع أمرهم على يد محمود بن سبكتكين صاحب غزنة وما دون النهر من خراسان، وكانت قاعدتهم المنصورة، وكان جدّه المنذر بن الربيع قد قام بقرقيسياء أيام السفّاح فأسر وصلب. وإسماعيل بن هبّار قتله مصعب بن عبد الرحمن غفيلة، وهبّار كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ابنه عوف أسلم فمدحه وحسن إسلامه. وعبد الله بن زمعة بن الأسود له صحبة وتزوّج زينب بنت أبي سلمة من أم سلمة أم المؤمنين. وخديجة أمّ المؤمنين بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى، والزبير بن العوّام بن خويلد أحد العشرة، وابناه عبد الله ومصعب. وحكيم بن حزام بن خويلد عاش ستين سنة في الإسلام وباع داره والندوة من معاوية بمائة ألف، وابنه هشام بن حكيم.
وأمّا عبد مناف وهو صاحب الشوكة في قريش وسنام الشرف وهو في عمود النسب الكريم، فولد له عبد شمس وهاشم والمطّلب ونوفل. وكان بنو هاشم وبنو عبد