للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساعدة. وثلاثة من الأوس وهم: أسيد بن حضر بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وسعد بن خيثمة بن الحارث [١] بن مالك بن الأوس، ورفاعة بن عبد المنذر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. وقد قدّم أبو الهيثم بن التيهان مكان رفاعة هذا والله أعلم.

ولما تمت هذه البيعة أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى رحالهم فرجعوا، ونمي الخبر إلى قريش فغدت الجلة [٢] منهم على الأنصار في رحالهم فعاتبوهم، فأنكروا ذلك وحلفوا لهم، وقال لهم عبد الله بن أبي بن سلول ما كان قومي ليتفقوا على مثل هذا وأنا لا أعلمه، فانصرفوا عنه وتفرّق الناس من منى، وعلمت قريش صحة الخبر فخرجوا في طلبهم، فأدركوا سعد بن عبادة فجاءوا به إلى مكة يضربونه ويجرّونه بشعره حتى نادى بجبير بن مطعم والحرث بن أميه وكان يجيرهما ببلده فخلصاه مما كان فيه. وقد كانت قريش قبل ذلك سمعوا صائحا يصيح ليلا على جبل أبي قبيس:

فأن يسلم السعدان يصبح محمد ... بمكة لا يخشى خلاف مخالف

فقال أبو سفيان السعدان سعد بكر وسعد هذيم فلما كان في الليلة القابلة سمعوه يقول:

أيا سعد: سعد الأوس كن أنت ناصرا ... ويا سعد سعد الخزرجين [٣] الغطارف

أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا ... على الله في الفردوس منية عارف

فإنّ ثواب الله للطالب الهدى ... جنان من الفردوس ذات فارف

فقال هما والله سعد بن عبادة وسعد بن معاذ.

ولما فشا الإسلام بالمدينة وطفق أهلها يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكّة، تعاقدت على أن يفتنوا المسلمين عن دينهم فأصابهم من ذلك جهد شديد. ثم نزل قوله تعالى: «وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ٨: ٣٩» . فلما تمت بيعة الأنصار على ما وصفناه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ممن هو بمكّة بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالا وأوّل من خرج أبو سلمة بن عبد الأسد ونزل في


[١] وفي النسخة الباريسية: الحرث.
[٢] وفي نسخة ثانية: الخلّة.
[٣] وفي نسخة ثانية: الخزرجيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>