للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم دخلت سنة عشر فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في ربيع أو جمادى في سريّة اربعمائة إلى نجران وما حولها يدعو بني الحرث بن كعب إلى الإسلام ويقاتلهم إن لم يفعلوا، فأسلموا وأجابوا داعية، وبعث الرسل [١] في كل وجه فأسلم الناس فكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه بأن يقدم مع وفدهم، فأقبل خالد ومعه وفد بني الحرث بن كعب منهم قيس بن الحصين ذو القصة ويزيد بن عبد المدان ويزيد بن المحجل [٢] وعبد الله بن قراد [٣] الزيادي وشدّاد بن عبد الله الضبابي وعمرو بن عبد الله الضبابي، فأكرمهم النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال لهم: بم كنتم تغلبون من يقاتلكم في الجاهلية؟ قالوا: كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ [٤] أحدا بظلم. قال: صدقتم، فأسلموا وأمّر عليهم قيس بن الحصين، ورجعوا صدر ذي القعدة من سنة عشر، ثم أتبعهم عمرو بن حزم [٥] من بني النّجار ليفقّههم في الدين ويعلمهم السنة، وكتب إليه كتابا عهد إليه فيه عهده وأمره بأمره، وأقام عاملاه على نجران. وهذا الكتاب وقع في السير مرويا وأعتمده الفقهاء في الاستدلالات وفيه مآخذ كثيرة للأحكام الفقهية ونصّه: «بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب [٦] من الله ورسوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ٥: ١، عهدا من محمد النبيّ صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن آمره بتقوى الله في أمره كله فإنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وآمره أن يأخذ بالحق كما أمره الله وأن يبشّر الناس بالخير ويأمرهم به ويعلّم الناس القرآن ويفهمهم [٧] فيه، وأن ينهي الناس فلا يمس القرآن إنسان إلا وهو طاهر، وان يخبر الناس بالذي لهم والّذي عليهم، ويلين للناس في الحق ويشتدّ عليهم في الظلم فإنّ الله حرّم [٨] الظلم ونهى عنه فقال: أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ ١١: ١٨، وأن يبشر الناس بالجنة


[١] وفي النسخة الباريسية: الركبان.
[٢] وفي النسخة الباريسية: يزيد بن المحجب.
[٣] وفي نسخة اخرى: عبد الله بن قريض.
[٤] وفي النسخة الباريسية: ولا ننيل.
[٥] وفي نسخة اخرى: عمرو بن حزام.
[٦] وفي النسخة الباريسية: هذا بيان.
[٧] وفي نسخة اخرى: يفقههم فيه.
[٨] وفي النسخة الباريسية: كره الظلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>