للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معاوية أن ينزله بالحرّة، فمشى معه وكان راكبا فقال له معاوية أعطني نعلك أتوقى بها الرمضاء، فقال ما كنت لألبسها وقد لبستها. وفي رواية لا يبلغ أهل اليمن أنّ سوقة لبس نعل ملك فقال: أردفني قال لست من أرداف الملوك، ثم قال: إنّ الرمضاء قد أحرقت قدمي قال امش في ظل ناقتي كفاك به شرفا. ويقال إنه وفد على معاوية في خلافته فأكرمه وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا «بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد النبيّ لوائل بن حجر قيل حضرموت إنك إن أسلمت لك ما في يديك من الأرض والحصون ويؤخذ منك من كل عشر واحدة ينظر في ذلك ذو عدل وجعلت لك الّا تظلم فيها معلّم [١] الدين. والنبيّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنون أشهاد عليه [٢] » . قال عياض (وفيه) إلى الأقيال العباهلة والأوراع المشابيب [٣] .

(وفيه) في التيعة [٤] شاة لا مقوّرة لالياط ولا ضناك وأنطوا الثبجة وفي السيوب الخمس ومن زنى من بكر فاصقعوه مائة واستوفضوه عاما، ومن زنى من ثيّب فضرجوه بالاضاميم [٥] ، ولا توصيم في الدين ولا غمة في فرائض الله وكل مسكر حرام ووائل بن حجر يترفّل على الأقيال.

وفيها قدم وفد محارب في عشرة نفر فأسلموا. وفيها قدم وفد الرها من مذحج في خمسة عشر نفرا وأهدوا فرسا، فأسلموا وتعلموا القرآن وانصرفوا، ثم قدم نفر منهم وحجّوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي فأوصى لهم بمائة وسق من خيبر جارية عليهم من الكتيبة وباعوها من معاوية.

وفيها قدم وفد نجران النصارى في سبعين [٦] راكبا يقدمهم أميرهم العاقب عبد المسيح من كندة، وأسقفهم أبو حارثة من بكر بن وائل، والسيّد الأيهم وجادلوا عن دينهم، فنزل صدر سورة آل عمران وآية المباهلة فأبوا منها وفرقوا وسألوا الصلح، وكتب لهم به على ألف حلّة في صفر وألف في رجب وعلى دروع ورماح وخيل وحمل


[١] وفي النسخة الباريسية: مقام الدين.
[٢] وفي نسخة ثانية: والمؤمنون عليه أنصار.
[٣] وفي النسخة الباريسية: والأوزاع السابقين.
[٤] وفي نسخة ثانية: وفيه في العبيّة.
[٥] وفي نسخة اخرى: ففرجوه بالاصاحيم.
[٦] وفي النسخة الباريسية: في ستين راكبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>