قابلها من الشّكل الّذي بإزائه وما يجتمع منهما من زوج أو فرد فتكون ثمانية أشكال موضوعة في سطر ثمّ يولّدون من كلّ شكلين شكلا تحتهما باعتبار ما يجتمع في كلّ مرتبة من مراتب الشّكلين أيضا من زوج أو فرد فتكون أربعة أخرى تحتها ثمّ يولّدون من الأربعة شكلين كذلك تحتها من الشّكلين شكلا كذلك تحتهما ثمّ من هذا الشّكل الخامس عشر مع الشّكل الأوّل شكلا يكون آخر السّتّة عشر ثمّ يحكمون على الخطّ كلّه بما اقتضته أشكاله من السّعودة والنّحوسة بالذّات والنّظر والحلول والامتزاج والدّلالة على أصناف الموجودات وسائر ذلك تحكّما غريبا وكثرت هذه الصّناعة في العمران ووضعت فيها التّآليف واشتهر فيها الأعلام من المتقدّمين والمتأخّرين وهي كما رأيت تحكّم وهوى والتّحقيق الّذي ينبغي أن يكون نصب فكرك أنّ الغيوب لا تدرك بصناعة البتّة ولا سبيل إلى تعرّفها إلّا للخواصّ من البشر المفطورين على الرّجوع من عالم الحسّ إلى عالم الرّوح ولذلك يسمّي المنجمون هذا الصّنف كلهم بالزّهريّين نسبة إلى ما تقتضيه دلالة الزّهرة بزعمهم في أصل مواليدهم على إدراك الغيب فالخطّ وغيره من هذه إن كان النّاظر فيه من أهل هذه الخاصّيّة وقصد بهذه الأمور الّتي ينظر فيها من النّقط أو العظام أو غيرها إشغال الحسّ لترجع النّفس إلى عالم الرّوحانيّات لحظة ما، فهو من باب الطّرق بالحصى والنّظر في قلوب الحيوانات والمرايا الشّفّافة كما ذكرناه. وإن لم يكن كذلك وإنّما قصد معرفة الغيب بهذه الصّناعة وأنّها تفيده ذلك فهذر من القول والعمل والله يهدي من يشاء. والعلامة لهذه الفطرة الّتي فطر عليها أهل هذا الإدراك الغيبيّ أنّهم عند توجّههم إلى تعرّف الكائنات يعتريهم خروج عن حالتهم الطّبيعيّة كالتّثاؤب والتّمطّط ومبادئ الغيبة عن الحسّ ويختلف ذلك بالقوّة والضّعف على اختلاف وجودها فيهم فمن لم توجد له هذه العلامة فليس من إدراك الغيب في شيء وإنّما هو ساع في تنفيق [١] كذبه.