أخته، وهو عبد الرحمن بن عثمان الثقفي، وطرده أهل الكوفة فولّاه مصر فردّه معاوية بن خديج وولّى مكانه على الكوفة سنة تسعة وخمسين النعمان بن بشير وولّى فيها على خراسان عبد الرحمن بن زياد فقدم إليها قيس بن الهيثم السلميّ فحبس أسلم بن زرعة فأغرمه ثلاثمائة ألف درهم. ثم مات معاوية سنة ستين وولاته على النواحي من ذكرناه وعلى سجستان عبّاد بن زياد وعلى كرمان شريك بن الأعور وعزل يزيد لأوّل ولايته الوليد بن عقبة عن المدينة والحجاز وولّاها عمر بن سعيد الأشدق ثم عزله سنة إحدى وستين، وردّ الوليد بن عقبة وولّى على خراسان سالم بن زياد، فبعث سالم إليها الحرث بن معاوية الحرثي وبعث أخاه يزيد إلى سجستان وكان بها أخوهما عبّاد فخرج عنهما. وقاتل يزيد أهل كابل فهزموه، فبعث مسلم على سجستان طلحة الطلحات، وهو طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعيّ فبقي سنة، وبعث سنة اثنتين وستين عقبة بن نافع إلى إفريقية فحبس أبا المهاجر، واستخلف على القيروان زهير بن قيس البلوي كما نذكر في اخباره. وتوفي في هذه السنة مسلمة بن مخلد الأنصاريّ أمير مصر. ثم هلك يزيد سنة أربع وستين واستخلف على أهل العراق عبيد الله بن زياد. وولّى أهل البصرة عليهم عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطّلب ويلقب ببّة، وهرب ابن زياد إلى الشام. وجاء إلى الكوفة عامر بن مسعود من قبل ابن الزبير وبلغه خلاف أهل الري وعليهم الفرّخان فبعث عليهم محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب فهزموه، فبعث عتّاب بن ورقاء فهزمهم. ثم بويع مروان وسار إلى مصر فملكها من يد عبد الرحمن بن حجّام القرشيّ داعية ابن الزبير وولّى عليها عمر بن سعيد ثم بعثه للقاء مصعب بن الزبير لما بعثه أخوه عبد الله إلى الشام، وولّى على مصر ابنه عبد العزيز فلم يزل عليها واليا إلى أن هلك لسنة خمسة وثمانين، فولّى عبد الملك عليها ابنه عبد الله بن عبد الملك.
وخلع أهل خراسان بعد يزيد سالم بن زياد واستخلف المهلّب بن أبي صفرة، ثم ولىّ مسلم عبد الله بن حازم فاستبدّ بخراسان إلى حين. ثم خرج أهل الكوفة عمر بن حريث خليفة بن زياد وبايعوا لابن الزبير وقدم المختار بن أبي عبيد أميرا على الكوفة