للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهزموه وقتلوا عامّة أصحابه. وسار حمزة في القرى فقتل وسبى وكان عليّ قد استعمل طاهر بن الحسين على بوشنج فخرج إلى حمزة وقصد قرية [١] ففرّ الخوارج وهم الذين يرون التحكيم ولا يقاتلون والمحكّمة هم الذين يقاتلون وشعارهم لا حكم إلا للَّه فكتب العقد إلى حمزة بالكفّ وواعدهم، ثم انتقض وعاث في البلاد وكانت بينه وبين أصحاب عليّ حروب كثيرة. ثم ولى الرشيد سنة اثنتين وثمانين ابنه عبد الله العهد بعد الأمين ولقبه المأمون وولّاه على خراسان وما يتصل بها إلى همذان واستقدم عيسى ابن علي من خراسان وردّها إليه من قبل المأمون وخرج عليه بنسا أبو الخصيب وهب ابن عبد الله النّسائي وعاث في نواحي خراسان ثم طلبه الأمان فأمّنه. ثم بلغه أنّ حمزة الخارجيّ عاث بنواحي باذغيس فقصده وقتل من أصحابه نحوا من عشرة آلاف وبلغ كل من وراء غزنة. ثم غدر أبو الخصيب ثانية وغلب أبيورد ونسا وطوس ونيسابور، وحاصر مرو وانهزم عنها وعاد إلى سرخس، ثم نهض إليه ابن ماهان سنة ست وثمانين فقتله في نسا وسبى أهله. ثم نمي إلى الرشيد سنة تسع وثمانين أنّ عليّ بن عيسى مجمع على الخلاف وأنه قد أساء السيرة في خراسان وعنّفهم، وكتب إليه كبراء أهلها يشكون بذلك، فسار الرشيد إلى الريّ فأهدى له الهدايا والكثيرة والأموال ولجميع من معه من أهل بيته وولده وكتّابه وقوّاده وتبين للرشيد من مناصحته خلاف ما أنهى إليه فردّه إلى خراسان وولّى على الري وطبرستان ودنباوند وقومس وهمذان وبعث عليّ ابنه عيسى لحرب خاقان سنة ثمان وثماني فهزمه وأسر إخوته، وانتقض على عليّ بن عيسى رافع بن اللّيث بن نصر بن سيّار بسمرقند وطالت حروبه معه وهلك في بعضها ابنه عيسى. ثم إنّ الرشيد نقم على عليّ بن عيسى أمورا منها استخفافه بالناس وإهانته أعيانهم، ودخل عليه يوما الحسين بن مصعب والد طاهر فأغلظ له في القول وأفحش في السبّ والتهديد وفعل مثل ذلك بهشام بن [٢] فأمّا الحسين فلحق بالرشيد شاكيا ومستجيرا وأمّا هشام فلزم بيته وادّعى أنه بعلّة الفالج حتى عزل عليّ، وكان مما نقم عليه أيضا أنه لم قتل ابنه عيسى في حرب رافع بن الليث أخبر بعض جواريه أنه دفن في بستانه ببلخ ثلاثين ألف


[١] فأتى قرية فيها قعد الخوارج: ابن الأثير ج ٦ ص ١٥١.
[٢] بياض بالأصل: وفي الكامل لابن الأثير: «فمن ذلك انه دخل عليه يوما الحسين بن مصعب والد طاهر بن الحسين وهشام بن فرخسرو ... » ج ٦ ص ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>