للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذه أسيرا وانتهب ماله وحبسه ببغداد عند ابنه جعفر. ثم تقدّم إلى واسط وبعثه ابنه هارون إلى النيل فهزم نائب الحسن بها إلى الكوفة فلحق بواسط ورجع هارون إلى أبيه وتقدّم نحو واسط فسار الحسن عنها. واقام الفضل بن الربيع مختفيا بها واستأمن لمحمد وبعثه إلى بغداد. وسار إلى الحسن على البقية ولقيتهم عساكر الحسن وقوّاده، وانهزم محمد وأصحابه وتبعهم الحسن إلى تمام الصلح، ثم لحقوا بجرجايا. ووجه محمد ابن ابنه هارون إلى [١] فأقام بها وسار محمد ابن ابنه أبو رتيل وهو جريح إلى بغداد فمات بها ودفن في داره سرّا. ومحمد أبو رتيل إلى زهير بن المسيّب فقتله من ليلته [٢] . وقام خزيمة بن خازم بأمر بغداد، وبعث إلى عيسى بن محمد بأن يتولّى حرب الحسن مكان أبيه، وبلغ الحسن موت محمد فبعث عسكره إلى هارون بالنيل فغلبوا وانتهبوها، ولحق هارون بالمدائن. ثم اجتمع أهل بغداد وأرادوا منصور بن المهدي على الخلافة فأبى فجعلوه خليفة للمأمون ببغداد والعراق انحرافا عن الحسن ابن سهل. وقيل إنّ الحسن لما ساعد أهل بغداد عيسى بن محمد بن أبي خالد على حربه خام [٣] عنه فلاطفه ووعده بالمصاهرة ومائة ألف دينار والأمان له ولأهل بيته ولأهل بغداد وولاية النواحي [٤] ، فقبل وطلب خط المأمون بذلك، وكتب إلى أهل بغداد إني شغلت بالحرب عن جباية الخراج فولّوا رجلا من بني هاشم، فولّوا المنصور بن المهدي وأحصى عيسى أهل عسكره فكانوا مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا. وبعث منصور غسّان بن الفرج إلى ناحية الكوفة فغزاه حميد الطوسي من قوّاد الحسن بن سهل وأخذ أسيرا ونزل النيل. فبعث منصور بن محمد يقطين في العساكر إلى حميد فلقيه حميد بكونا [٥] فهزمه وقتل من أصحابه ونهب ما حول كوثا ورجع إلى النيل وأقام ابن يقطين بصرصر.


[١] بياض بالأصل وفي الكامل ج ٦ ص ٣٢٢: «ووجه محمد ابنه عيسى إلى عرنايا فأقام بها، وأقام محمد بجرجرايا، فاشتدت جراحات محمد فحمله ابنه أبو زنبيل إلى بغداد» .
[٢] المعنى غير واضح وفي الطبري ج ١٠ ص ٢٣٩: «وأقام محمد بجرجرايا فلما اشتدت الجراحات خلف قواده في عسكره وحمله ابنه أبو زنبيل حتى ادخله بغداد، ومات محمد بن أبي خالد من ليلية من تلك الجراحات، وانصرف أبو زنبيل من عند خزيمة حتى أتى زهير بن المسيّب فأخرجه من حبسه فضرب عنقه» .
[٣] خام: نكص وجبن.
[٤] وولاية أي النواحي أحبّ: ابن الأثير ج ٦ ص ٣٢٣ والطبري ج ١٠ ص ٢٤١.
[٥] كوثى: ابن الأثير ج ٦ ص ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>