للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها قتل مساور الشاربي يحيى ابن جعفر من ولاة خراسان، فسار مسرور البلخيّ في طلبه والموفّق من ورائه. وفي سنة اثنتين وستين كانت الحرب بين الموفّق والصفّار، واستولى الزنج على البطيحة ودسيميسان [١] وولّى على الأهواز كما ذكرنا، وبعث مسرور البلخي أحمد بن ليتونة [٢] لحربهم كما مرّ. وفيها ثار أحمد بن عبد الله الخجستاني في خراسان بدعوة بني طاهر، وغلب عليها الصفّار إلى أن قتل كما مرّ ذكره. وفيها وقعت مغاضبة بين الموفّق وابن طولون فبعث إليه الموفق موسى بن بغا فأقام بالرقّة حولا، وعجز عن المسير لقلّة الأموال فرجع إلى العراق. وفيها انصرف عامل الموصل وهو القطّان صاحب مفلح فقتله الأعراب بالبريّة. وفي سنة ثلاث وستين استولى الصفّار على الأهواز، ومات مساور الشاربي [٣] وهو قاصد لقاء العساكر السلطانية بالتواريخ [٤] . فولّى الخوارج مكانه هارون بن عبد الله البلخيّ، فاستولى على الموصل. وفيها ظفر أصحاب الصفّار بابن واصل. وفيها هزم ابن أوس من طريق خراسان وعاد إلى الموصل. وفيها ظفر أصحاب الصفّار بابن واصل وأسروه، ومات عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المعتمد فاستوزر مكانه الحسن بن مخلّد، وكان موسى بن بغا غائبا في غزو العرب، فلما قدم خافه الحسين [٥] وتغيّب، فاستوزر مكانه سليمان بن وهب وفيها غلب أخو شركب الحمّال على نيسابور وخرج عنها الحسين بن طاهر إلى مرو وبها خوارزم شاه يدعو لأخيه محمد.

وفيها ملك صاحب الزنج مدينة واسط وقاتله دونها محمد بن المولّد فهزمه ودخلها واستباحها. وفيها قبض المعتمد على وزيره سليمان بن وهب وولّى مكانه الحسن بن مخلّد، وجاء الموفّق مع عبد الله بن سليمان شفيعا فلم يشفعه، فتحوّل إلى الجانب الغربي مغاضبا واختلفت الرسل بينه وبين المعتمد، وكان مع الموفّق مسرور كيغلغ وأحمد بن موسى بن بغا. ثم أطلق سليمان ودعا إلى الجوسق وهرب محمد بن صالح ابن شيرزاده والقوّاد الذين كانوا بسامرّا مع المعتمد خوفا من الموفّق، فوصلوا إلى الموصل وكتب الموفّق لأحمد بن أبي الأصبغ في قبض أموالهم. وفيها مات أماجور


[١] دست ميسان: ابن الأثير ج ٧ ص ٢٩٢.
[٢] احمد بن ليثويه: ابن الأثير ج ٧ ص ٣٢٢.
[٣] مساور الشاري وقد مرّ ذكره من قبل.
[٤] البوازيج: ابن الأثير ج ٧ ص ٣٠٩.
[٥] حسب مقتضى السياق الحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>