للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صقلّيّة فغلب أسطول علي بن يحيى على أسطول النصارى. ثم ذوى [١] قبائل العرب والأساطيل، وزحف إلى قابس سنة إحدى عشر وأربعمائة. قال ابن أبي الصلت:

دول الثلاثة الأخماس من قبائل العرب الذين هم: سعيد ومحمد ونحبه، وأضاف إليهم من الخمس الرابع أكابر بني مقدّم موافى من كان منهم بفحص القيروان، وفرّ رافع إلى القيروان وامتنع عليه أهلها. ثم امتنع شيوخ دهمان واقتسموا البلاد، وعيّنوا القيروان لرافع وأمكنوه. وبعث عليّ بن يحيى عساكره والعرب المدوّنة على منازلة رافع بالقيروان، وخرج إلى محاربتهم فهلك بالطريق في بعض حروبه مع أشياع رافع.

ثم أنّ ميمون بن زياد الصخري حمل رافع بن مكن على مسالمة السلطان وسعى في إصلاح ذات بينهما، فانصلح وارتفعت بينهما الفتنة. وقام بقابس من ذلك رشيد بن كامل. قال ابن بجيل: وهو الّذي اختطّ قصر العروسيّين وضرب السكّة الرشيدية.

وولي بعده ابنه محمد بن رشيد، وغلب عليه مولاه يوسف، ثم خرج محمد في بعض وجوهه وترك ابنه مع يوسف فطرده يوسف واستبد، وانتهى إلى طاعة رجار فثار به أهل قابس ودفعوه عنهم، فخرج إلى أخيه. ولحق أخوه عيسى بن رشيد وأخبره الخبر فحاصرهم رجار بسبب ذلك مدّة من الأيام. وكان آخر من ملكها من بني جامع أخوه مدافع بن رشيد بن كامل. ولمّا استولى عبد المؤمن على المهديّة وصفاقس وطرابلس بعث ابنه عبد الله بعسكر إلى قابس ففرّ مدافع بن رشيد عن قابس وأسلمها للموحّدين، ولحق بعرب طرابلس من عرب عوف فأجاروه سنتين. ثم لحق بعبد المؤمن بقابس [٢] فأكرمه ورضي عنه. وانقرض من بني جامع من يؤانس، والبقاء للَّه وحده أهـ.


[١] وفي النسخة التونسية: دوى. ولا معنى هنا لذوي، ولا لدوى ومقتضى السياق دوّخ.
[٢] وفي النسخة التونسية: بفاس.

<<  <  ج: ص:  >  >>