للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب صالح وفي السريان مالك وفي الأعجمي عالم وفي العبراني روبيا وفي البربري وربا [١] ومعناه الّذي ليس بعده نبي، وخرج إلى المشرق بعد ان ملك أمرهم سبعا وأربعين سنة، ووعدهم أنه يرجع إليهم في دولة السابع منهم، وأوصى بدينه إلى ابنه إلياس، وعهد إليه بموالاة صاحب الأندلس من بني أميّة، وبإظهار دينه إذا قوي أمرهم.

وقام بأمره بعده ابنه إلياس ولم يزل مظهرا للإسلام مسرا لما أوصاه به أبوه من كلمة كفرهم. وكان طاهرا عفيفا زاهدا [٢] . وهلك لخمسين سنة من ملكه، وولي أمرهم من بعده ابنه يونس، فأظهر دينهم ودعا إلى كفرهم وقتل من لم يدخل في أمره حتى حرق مدائن تامسنا وما والاها، يقال إنه حرق [٣] ثلاثمائة وثمانين مدينة، واستلحم أهلها بالسيف لمخالفتهم إياه، وقتل منهم بموضع يقال له تاملوكاف، هو حجر عال نابت وسط الطريق [٤] فقتل سبعة آلاف وسبعمائة وسبعين.

(قال زمور) : ورحل يونس إلى المشرق وحجّ، ولم يحج أحد من أهل بيته قبله ولا بعده، وهلك لأربع وأربعين سنة من ملكه، وانتقل الأمر عن بنيه، وولي أمرهم أبو غفير محمد بن معاد بن اليسع بن صالح بن طريف، فاستولى على ملك برغواطة وأخذ بدين آبائه واشتدّت شوكته وعظم أمره، وكانت له في البربر وقائع مشهورة وأيام مذكورة أشار إليها سعيد بن هشام المصمودي في قوله:

قفي قبل التفرّق وأخبرينا ... وقولي واخبري خبرا يقينا

وهذي أمّة هلكوا وضلّوا ... وغاروا [٥] لاسقوا ماء معينا

يقولون: النبيّ أبو غفير ... فأخزى الله أمّ الكاذبينا

ألم تسمع ولم تر لؤم بيت [٦] ... على آثار خيلهم ربينا [٧]

وهنّ الباكيات فبين ثكلى ... وعادمة [٨] ومسقطة جنينا


[١] وفي النسخة التونسية: وريا.
[٢] وفي النسخة التونسية: زاهدا في الدنيا.
[٣] وفي النسخة التونسية: ضرب.
[٤] وفي النسخة الباريسية: وسط السوق.
[٥] وفي النسخة التونسية: وخابوا.
[٦] وفي النسخة الباريسية: يهث بيت وفي التونسية يوم بيت.
[٧] وفي النسخة التونسية: رنينا.
[٨] وفي النسخة التونسية: وعاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>