للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبادر منهم مذعن ومسلم ... وأذعن منهم شاغب ومؤلّب

وما تونس إلّا بمصر مروع ... وفي حرم أمست لديك تسرّب

وما أهلها إلا بغاث لصائد ... وبالعزّ منها استنصروا وتعقّبوا

وقد كنت قبل اليوم كهف زعيمهم ... فها أنت كهف للجميع ومهرب

فكل يرى أنّ الزمان أداله ... بكم فأجاب العيش والعيش مخصب

وكذلك ابن طائع وإن اعتلت ... به السنّ أحوالا وأنت له أب

وما ذاك إلا أن عدلك ينتمي ... إلى الخلفاء الراشدين وينسب

تساميت في ملك ونسك بحظة ... حذيّاك محراب لديها ومركب

إذا لذّ للأملاك خمر مدامة ... فلذّ لك القرآن يتلى ويكتب

وإن أد من القوم الصبوح فإنّما ... على ركعات بالضحى أنت تدأب

وإن حمدوا الشرب الغبوق فإنّما ... شرابك بالإمساء ذكر مرتّب

وإن خشنت أخلاقهم وتحجّبوا ... فما أنت فظّ بل، ولا متحجّب [١]

لقد كرمت منك السجايا فأصبحت ... إذا ما أمرّ الدهر تحلو وتعذب

كما شيّدت بيتا في ذؤابة معشر ... يزيدهم قحطان فخرا ويغرب

هم التاركو قلب القساور خضّعا ... وعن شأوهم كفّت عبيد وأغلب

هم الناس والأملاك تحت جوارهم ... هم العظم الأرض العظيمة مغرب [٢]

هم المالكو الملك العظيم فبيتهم [٣] ... على كاهل السبع الشداد مطنّب

لقد أصبحت بغداد تحسد بأسهم ... وحلة ودّت أن تكون مناسب [٤]

تجلّت ببيت [٥] المجد منهم كواكب ... لقد حلّ منها شارق ومغرّب

فاللَّه منهم ثلّة بغريبة [٦] ... يروم بناها الأعجميّ فيعرب

لقد قام عبد الحقّ للحقّ طالبا ... فما فاته منه الّذي قام يطلب

وأعقب يعقوبا يؤم سبيله ... فلم يخطه وهو السبيل المنجب [٧]


[١] وفي نسخة ثانية: فما أنت فظ لا ولا متحجب.
[٢] وفي نسخة ثانية: تغرب.
[٣] وفي نسخة ثانية: ودستهم.
[٤] وفي نسخة ثانية: ودجلة ودّت ان يكون بها سب.
[٥] وفي نسخة ثانية: تحلت سماء.
[٦] وفي نسخة ثانية: «ثلّة يعربية يروم ثباها» .
[٧] وفي نسخة ثانية: الملحّب.

<<  <  ج: ص:  >  >>