للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد عجمت عودا صليتا مقوما [١] ... وعزما كما تمضي المهنّدة البتر

إذا أنت بالبيضاء قد زرت منزلي ... فلا اللّحم حلّ ما جنيت [٢] ولا الظهر

زجرنا بإبراهيم ملء [٣] همومنا ... فلمّا رأينا وجهه صدق الزجر

بمنتخب من آل يعقوب كلّما ... دجا الخطب لم يكذب لعرمته فخر

تناقلت الركبان طيب حديثه ... فلمّا رأته صدّق الخبر الخبر

ندي لو حواه البحر لذّ مذاقه ... ولم يتعقّب مدّه أبدا جزر

وباس غدا يرتاع من خوفه الردى ... وترفل في أذياله الفتية [٤] البكر

أطاعته حتى العصم في قنن الربا ... وهشّت إلى تأميله الأنجم الزّهر

قصدناك يا مولى الملوك على النوى ... لتنصفنا ممّا جنى عبدك الدهر

كففنا بك الأيام عن غلوائها ... وقد رابنا منها التعسّف والكبر

وعدنا بذاك المجد فانصرف الردى ... ولذنا بذاك العزّ فانهزم الشرّ

ولما أتينا البحر نرهب موجه ... ذكرنا بذاك العزّ الغمر فاحتقر البحر [٥]

خلافتك العظمى ومن لم يدن بها ... فإيمانه لغو وعرفانه نكر

ووصفك يهدي المدح قصد صوابه ... إذا ضلّ في أوصاف من دونك الشعر

دعتك قلوب المسلمين وأخلصت ... وقد طاب منها السرّ للَّه والجهر

ومدّت إلى الله الأكفّ ضراعة ... فقال لهنّ الله قد قضي الأمر

وألبسها النعمى ببيعتك التي ... لها الطائر الميمون والمحتد الحرّ

فأصبح ثغر الثغر يبسم ضاحكا ... وقد كان ممّا نابه ليس يفتر

وأمّنت بالسّلم البلاد وأهلها ... فلا ضيمة تعدو ولا روعة تعرو

وقد كان مولانا أبوك مصرّحا ... بأنك في أولاده الولد البرّ

وقد كنت حقا بالخلافة بعده [٦] ... على الفور لكن كلّ شيء له قدر


[١] وفي نسخة ثانية: فقد عجمت عددا صليبا على النوى.
[٢] وفي نسخة ثانية: ما حييت.
[٣] وفي نسخة ثانية: برء.
[٤] وفي نسخة ثانية: البتكة.
[٥] وفي نسخة ثانية:
ولما أتينا البحر يرهب موجه ... ذكرنا بذاك الغمر ما احتقر البحر
[٦] وفي نسخة ثانية: وكنت حقيقا بالخلافة بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>