للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا ما تيسّر، والله وليّ الخيرة لي ولكم من هذا الخباط [١] الّذي لا نسبة بينه وبين أولى الكمال، ردّنا الله إليه، وأخلص توكّلنا عليه، وصرف الرغبة على ما لديه.

وفي طيّ النسخة مدرجة نصّها.

رضي الله عن سيادتكم، أونسكم بما صدر مني أثناء هذا الواقع، مما استحضره الولد في الوقت، وهو يسلّم عليكم بما يجب لكم، وقد حصل من حظوة هذا المقام الكريم على حظّ وافر، وأجزل إحسانه ونوّه بجرايته، وأثبت الفرسان خلفه، والحمد للَّه.

ثم اتّصل مقامي ببسكرة والمغرب الأوسط، مضطرب بالفتنة المانعة من الاتصال بالسلطان عبد العزيز وحمزة بن راشد ببلاد مغراوة والوزير عمر بن مسعود في العساكر يحاصره بحصن تاجحمومت وأبو زيان العبد الوادي ببلاد حصين وهم مشتملون عليه وقائمون بدعوته.

ثم سخط السلطان وزيره عمر بن مسعود ونكر منه تقصيره في أمر حمزة وأصحابه، فاستدعاه إلى تلمسان وقبض عليه، وبعث به إلى فاس معتقلا، فحبس هنالك، وجهّز العساكر مع الوزير ابن غازي، فنهض إليه، وحاصره ففرّ من الحصن ولحق بمليانة مجتازا عليها، فأنذر به عاملها فتقبّض عليه، وسيق إلى الوزير في جماعة من أصحابه، فضربت أعناقهم، وصلبهم عظة ومزدجر الأهل الفتنة.

ثم أوعز السلطان بالمسير إلى حصين وأبي زيّان، فسار في العساكر واستنفر أحياء العرب من زغبة فأوعبهم ونهض إلى حصين فامتنعوا بجبل تيطري، ونزل الوزير بعساكره ومن معه من أحياء زغبة على جبل تيطري من جهة التل، فأخذ بمخنقهم، وكاتب السلطان أشياخ الزواودة من رياح بالمسير إلى حصار تيطري من جهة القبلة.

وكاتب أحمد بن مزني صاحب بسكرة بإمدادهم بأعطياتهم، وكتب إليّ يأمرني بالمسير بهم لذلك، فاجتمعوا عليّ، وسرت بهم أوّل سنة أربع وسبعين وسبعمائة حتى نزلنا بالقطفة [٢] ، في جماعة منهم على الوزير بمكانه من حصار تيطري، فحدّ لهم حدود الخدمة، وشارطهم على الجزاء. ورجعت إلى أحيائهم بالقطفة، فاشتدوا في


[١] الخباط: داء كالجنون.
[٢] القطفة: تقع شرقي مدينة مليانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>