للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها عن شيخنا أبي عبد الله الكوسي خطيب الجامع الأعظم بغرناطة، سمعت عليه بعضه وأجازني بسائره وهو يرويه عن الأستاذ أبي جعفر بن الزّبير عن القاضي أبي عبد الله بن بكّار، وجماعة من مشيخة أهل الأندلس، ويتّصل سنده فيه بالقاضي أبي الوليد الباجي [١] ، والحافظ أبي عمر بن عبد البرّ بسندهما.

ومنها عن شيخنا المكتّب أبي عبد الله محمد بن سعد بن برّال الأنصاري شيخ القراءة بتونس، ومعلّمي كتاب الله، قرأت عليه القرآن العظيم بالقراءات السّبع وعرضت عليه قصيدتي الشّاطبي [٢] في القراءة، وفي الرّسم، وعرضت عليه كتاب التّقصّي لابن عبد البرّ، وغير ذلك، وأجازني بالإجازة العامّة، وفي هذه بالإجازة الخاصة، وهو يروي هذا الكتاب عن القاضي أبي العبّاس أحمد بن محمد بن الغمّاز، وعن شيخه أبي العبّاس أحمد بن موسى البطرني بسندهما.

ومنها عن شيخنا الأستاذ أبي عبد الله محمد بن الصّفّار المرّاكشي، شيخ القراءات بالمغرب، سمعت عليه بعض هذا الكتاب بمجلس السلطان أبي عثمان ملك المغرب، وهو يسمعه إياه، وأجازني بسائره، وهو يرويه عن شيخه محدّث المغرب أبي عبد الله محمد بن رشيد الفهريّ السّبتيّ [٣] عن مشيخة أهل سبتة، وأهل الأندلس، حسبما ذلك مذكور في كتب رواياتهم وطرق أسانيدهم، إلا أنّها لم تحضرني الآن، وفيما ذكرناه كفاية والله يوفقنا أجمعين لطاعته وهذا حين أبتدئ، وباللَّه أهتدي.

وانفضّ ذلك المجلس، وقد لاحظتني بالتّجلّة والوقار العيون، واستشعرت أهليتي للمناصب القلوب، وأخلص النّجيّ في ذلك الخاصّة والجمهور، وأنا أنتاب مجلس السلطان في أكثر الأحيان، لتأدية الواجب من التّحية والمشافهة بالدّعاء، الى أن سخط السلطان قاضي المالكية يومئذ في نزعة من النّزعات الملوكية، فأبعده، وأخّره عن خطّة القضاء في رجب ستّ وثمانين وسبعمائة، ودعاني للولاية في مجلسه، وبين أمرائه فتفاديت من ذلك، وأبي إلّا إمضاءه، وخلع عليّ، وبعث الأمراء


[١] سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب ابو الوليد القاضي. رحل الى المشرق، وعاد الى الأندلس بعلم كثير (٤٠٣- ٤٩٤) . ديباج ص ١٢٠.
[٢] اللامية المسماة بحرز الأماني، والمشهورة بالشاطبية، والرائية، وتسمى «عقيلة أتراب القصائد» .
[٣] هو ابو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر..... بن رشيد الفهري السبتيّ (٦٥٧- ٧٢١) .
ابن خلدون م ٤٤ ج ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>