للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول سبيتيّ ويحمد ربّه ... مصلّ على هاد إلى النّاس أرسلا

محمّد المبعوث خاتم الأنبيا ... ويرضى عن الصّحب ومن لهم تلا

ألا هذه زايرجة العالم الّذي ... تراه بحيّكم وبالعقل قد حلا

فمن أحكم الوضع فيحكم جسمه ... ويدرك أحكاما تدبّرها العلا

ومن أحكم الرّبط فيدرك قوّة ... ويدرك للتّقوى وللكلّ حصّلا

ومن أحكم التصريف يحكم سرّه ... ويعقل نفسه وصحّ له الولا

وفي عالم الأمر تراه محقّقا ... وهذا مقام من بالأذكار كملا

فهذي سرائر عليكم بكتمها ... أقمها دوائر وللحاء عدّلا

فطاء لها عرش وفيظ نقوشنا ... بنظم ونثر قد تراه مجدولا

ونسب دوائر كنسبة فلكها ... وارسم كواكبا لأدراجها العلا

وأخرج لأوتار وارسم حروفها ... وكوّر بمثله على حدّ من خلا

أقم شكل زيرهم وسوّ بيوته ... وحقّق بهامهم ونورهم جلا

وحصّل علوما للطّباع مهندسا ... وعلما لموسيقى والأرباع مثّلا

وسوّ لموسيقى وعلم حروفهم ... وعلم بآلات فحقّق وحصّلا

وسوّ دوائرها ونسب حروفها ... وعالمها أطلق والإقليم جدولا

أمير لنا فهو نهاية دولة ... زناتية آبت وحكم لها خلا

وقطر لأندلس فابن لهودهم ... وجاء بنو نصر وظفرهم تلا

ملوك وفرسان وأهل لحكمة ... فإن شئت نصّبهم وقطرهم حلا

ومهديّ توحيد بتونس حكمهم ... ملوك وبالشّرق بالأوفاق نزّلا

واقسم على القطر وكن متفقّدا ... فإن شئت للرّوم فبالحرّ شكّلا

ففنش وبرشنون الرّاء حرفهم ... وإفرنسهم دال وبالطّاء كمّلا

ملوك كناوة دلوا لقافهم ... وإعراب قومنا بترقيق أعملا

فهند حباشيّ وسند فهرمس ... وفرس ططاري وما بعدهم طلا

<<  <  ج: ص:  >  >>