للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدّة حروف هذا الوتر أعني البيت ثلاثة وأربعون حرفا، لأنّ كلّ حرف مشدّد من حرفين.

ثمّ تحذف ما تكرّر عند المزج من الحروف ومن الأصل، لكلّ حرف فضل من المسألة حرف يماثله، وتثبّت الفضلين سطرا ممتزجا بعضه ببعض الحروف. الأوّل من فضلة القطب والثاني من فضلة السّؤال، حتّى يتمّ الفضلتان جميعا، فتكون ثلاثة وأربعين، فتضيف إليها خمس نونات ليكون ثمانية وأربعين، لتعدّل بها الموازين الموسيقيّة. ثمّ تضع الفضلة على ترتيبها فإن كان عدد الحروف الخارجة بعد المزج يوافق العدد الأصليّ قبل الحذف فالعمل صحيح، ثمّ عمّر بما مزجت جدولا مربّعا يكون آخر ما في السّطر الأوّل أوّل ما في السّطر الثاني.

وعلى هذا النّسق حتى يعود السّطر الأوّل بعينه، وتتوالى الحروف في القطر على نسبة الحركة. ثمّ تخرج وتر كلّ حرف كما تقدّم تضعه مقابلا لحرفه، ثمّ تستخرج النّسب العنصريّة للحروف الجدوليّة، لتعرف قوّتها الطبيعيّة وموازينها الروحانيّة وغرائزها النفسانيّة وأسوسها الأصليّة من الجدول الموضوع لذلك.

وصفة استخراج النسب العنصريّة هو أن تنظر الحرف الأوّل من الجدول ما طبيعته وطبيعة البيت الّذي حلّ فيه، فإن اتفقت فحسن، وإلّا فاستخرج بين الحرفين نسبة. ويتّسع هذا القانون في جميع الحروف الجدوليّة. وتحقيق ذلك سهل على من عرف قوانينه كما هو مقرّر في دوائرها الموسيقيّة. ثمّ تأخذ وتر كلّ حرف بعد ضربه في أسوس أوتاد الفلك الأربعة كما تقدّم. واحذر ما يلي الأوتاد. وكذلك السواقط لأنّ نسبتها مضطربة. وهذا الّذي يخرج لك هو أوّل مراتب السريان. ثمّ تأخذ مجموع العناصر وتحطّ منها أسوس المولّدات يبقى أسّ عالم الخلق بعد عروضه للمدد الكونيّة. فتحمل عليه بعض المجرّدات عن الموادّ وهي عناصر الإمداد، يخرج أفق النفس الأوسط. وتطرح أوّل رتب السريان من

<<  <  ج: ص:  >  >>