وهو لو عطى ما كان للرأي عارف ... ولا كان في قلة عطاه صواب
وان نحن ما نستاملوا عنه راحة ... وانه باسهام التلاف مصاب
وان ما وطا ترشيش يضياق وسعها ... عليه ويمشي بالفزوع لزاب
وانه منها عن قريب مفاصل ... خنوج عناز هوالها وقباب
وعن فاتنات الطرف بيض غوانج ... ربوا خلف استار وخلف حجاب
يتيه إذا تاهوا ويصبوا إذا صبوا ... بحسن قوانين وصوت رباب
يضلوه عن عدم اليمين وربّما ... يطارح حتى ما كأنّه شاب
بهم حازله زمّه وطوع أوامر ... ولذة مأكول وطيب شراب
حرام على ابن تافركين ما مضى ... من الودّ إلّا ما بدل بحراب
وان كان له عقل رجيح وفطنة ... يلجج في اليم الغريق غراب
وأما البدا لا بدّها من فياعل ... كبار إلى أن تبقى الرجال كباب
ويحمي بها سوق علينا سلاعه ... ويحمار موصوف القنا وجعاب
ويمسي غلام طالب ريح ملكنا ... ندوما ولا يمسي صحيح بناب
أيا واكلين الخبز تبغوا أدامه ... غلطتوا أدمتوا في السموم لباب
ومن شعر عليّ بن عمر بن إبراهيم من رؤساء بني عامر لهذا العهد أحد بطون زغبة يعاتب بني عمّه المتطاولين إلى رياسته:
محبرة كالدرّ في يد صانع ... إذا كان في سلك الحرير نظام
أباحها منها فيه أسباب ما مضى ... وشاء تبارك والضعون تسام
غدامنه لام الحيّ حيين وانشطت ... عصاها ولا صبنا عليه حكام
ولكن ضميري يوم بان بهم إلينا ... تبرّم على شوك القتاد برام
وإلا كأبراص التهامي قوادح ... وبين عواج الكانفات ضرام
والا لكان القلب في يد قابض ... أتاهم بمنشار القطيع غشام
لما قلت سما من شقا البين زارني ... إذا كان ينادي بالفراق وخام