للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الا قوم عاريين فلا سترا ... مجهولين لا مكان ولا إمكان

ما يدروا كيف يصوروا كسرا ... وكيف دخلوا مدينة القيروان

أمولاي أبو الحسن خطينا الباب ... قضية سيرنا إلى تونس

فقنا كنا على الجريد والزاب ... واش لك في أعراب افريقيا القوبس

ما بلغك من عمر فتى الخطاب ... الفاروق فاتح القرى المولس

ملك الشام والحجاز وتاج كسرى ... وفتح من افريقيا وكان

ردّ ولدت لو كرّه ذكرى ... ونقل فيها تفرّق الاخوان

هذا الفاروق مردي الأعوان ... صرح في افريقيا بذا التصريح

وبقت حمى إلى زمن عثمان ... وفتحها ابن الزبير عن تصحيح

لمن دخلت غنائمها الديوان ... مات عثمان وانقلب علينا الريح

وافترق الناس على ثلاثة أمرا ... وبقي ما هو للسكوت عنوان

إذا كان ذا في مدّة البرارا ... اش نعمل في أواخر الأزمان

وأصحاب الحضر في مكناساتا ... وفي تاريخ كأنا وكيوانا

تذكر في صحتها أبياتا ... شق وسطيح وابن مرانا

ان مرين إذا تكف براياتا ... لجدّا وتونس قد سقط بنيانا

قد ذكرنا ما قال سيد الوزرا ... عيسى بن الحسن الرفيع الشان

قال لي رأيت وأنا بذا أدري ... لكن إذا جاء القدر عميت الأعيان

ويقول لك ما دهى المرينيا ... من حضرة فاس إلى عرب دياب

أراد المولى بموت ابن يحيى ... سلطان تونس وصاحب الأبواب

ثمّ أخذ في ترحيل السلطان وجيوشه، إلى آخر رحلته ومنتهى أمره، مع أعراب إفريقية، وأتى فيها بكلّ غريبة من الإبداع. وأمّا أهل تونس فاستحدثوا فنّ الملعبة أيضا على لغتهم الحضريّة، إلّا أنّ أكثره رديء ولم يعلق بمحفوظي منه شيء لرداءته

.

<<  <  ج: ص:  >  >>