للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن استقروا هنالك في التخوم بين الحجاز والشام، هذا شأن من أوطن العراق والشام من قبائل سبا، تشاءم منهم أربعة وبقي باليمن ستة وهم مذجح وكندة والأشعريّون وحمير وأنمار وهو أبو خثعم وبجيلة، فكان الملك لهؤلاء باليمن في حمير ثم التبابعة منهم، ويظهر من هذا أنّ خروج مزيقياء والأزد كان لأوّل ملك التبابعة أو قبله بيسير.

وأمّا بنو معدّ بن عدنان فكان إرميا وبرخيا لما أوحي إليهما بغزو بخت نصّر العرب، وأمرهما الله أن يستخرجا معدّ بن عدنان لأنّ من ولده محمدا صلى الله عليه وسلم، أخرجه آخر الزمان أختم به النبيّين وأرفع به من الضعة، فأخرجاه على البراق وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وذهبا به إلى حرّان فربي عندهما. وغزا بخت نصّر العرب واستلحمهم وهلك عدنان وبقيت بلاد العرب خرابا، ثم هلك بخت نصّر فخرج معدّ بن عدنان مع أنبياء بني إسرائيل، فحجّوا جميعا وطفق يسأل عمن بقي من ولد الحرث بن مضاض الجرهميّ. وكانت قبائل دوس [١] أكثر جرهم على يده فقيل له بقي جرهم بن جلهة [٢] ، فتزوّج ابنته معانة وولدت له نزار بن معدّ.

قال السهيليّ، وكان رجوع معدّ إلى الحجاز بعد ما رفع الله بأسه عن العرب، ورجعت بقاياهم التي كانت بالشواهق إلى مجالاتهم بعد أن دوّخ بخت نصّر بلادهم وخرّب معمورهم واستأصل حضورا وأهل الرسّ التي كانت سطوة الله بالعرب من أجلهم. أهـ. كلام السهيليّ.

ثم كثر نسل معدّ في ربيعة ومضر وأياد، وتدافعوا إلى العراق والشام، وتقدّم منهم أشاء قفص- كما ذكرنا- وجاءوا على أثرهم، فنزلوا مع أحياء اليمنيّة الذين ذكرناهم قبل، وكانت لهم مع تبّع حروب وهو الّذي يقول:

لست بالتّبع اليماني إن لم ... تركض الخيل في سواد العراق

أو تؤدّي ربيعة الخرج قسرا ... لم تعقها موانع العوّاق

ثم كان بالعراق والشام والحجاز أيام الطوائف ومن بعدهم في أعقاب ملك التبابعة اليمنية والعدنانية ملك ودول بعد أن درست الأجيال قبلهم وتبدّلت الأحوال السابقة


[١] كذا بياض بالأصل: وفي تاريخ الطبري ج ٢ ص ١٩١: وسأل عمن بقي من ولد الحارث بن مضاض الجرهميّ وهو الّذي قاتل دوس العتق فافنى أكثر جرهم على يديه فقيل له: بقي جرشم بن جلهمة.
[٢] وفي الكامل اسمه: جوشم بن جلهمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>