وأمّا بنو عريب بن زيد بن كهلان فمنهم طيِّئ والأشعريون ومذحج وبنو مرّة وأربعتهم بنو أدد بن زيد بن يشجب بن عريب، فأمّا الأشعريون فهم بنو أشعر وهو نبت بن أدد وبلادهم في ناحية الشمال من زبيد وكان لهم ظهور أوّل الإسلام ثم افترقوا في الفتوحات وكان لمن بقي منهم باليمن حروب مع ابن زياد لأول إمارته عليها أيام المأمون ثم ضعفوا عن ذلك وصاروا في عدد الرعايا.
وأمّا بنو طيِّئ بن أدد فكانوا باليمن وخرجوا منه على أثر الأزد إلى الحجاز ونزلوا سميرا وفيد في جوار بني أسد، ثم غلبوهم على أجا وسلمى [١] وهما جبلان من بلادهم فاستقرّوا بهما وافترقوا لأوّل الإسلام في الفتوحات. قال ابن سعيد: ومنهم في بلادهم الآن أمم كثيرة ملئوا السهل والجبل حجازا وشاما وعراقا يعني قبائل طيِّئ هؤلاء وهم أصحاب الدولة في العرب لهذا العهد في العراق والشام وبمصر منهم سنبس والثعالب بطنان مشهوران، فسنبس بن معاوية بن شبل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ ومعهم بحتر بن ثعل، قال ابن سعيد ومنهم زبيد بن معن بن عمرو بن عسّ بن سلامان بن ثعل وهم في برّيّة سنجار، والثعالب بنو ثعلبة بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة بن طيِّئ، وثعلبة بن جدعا بن ذهل بن رومان. قال ابن سعيد: ومنهم بنو لام بن ثعلبة منازلهم من المدينة الى الجبلين وينزلون في أكثر أوقاتهم مدينة يثرب، والثعالب الذين بصعيد مصر من ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ. قال ابن حزم: لام بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعا ومن الثعالب بنو ثعلبة بن ذهل بن رومان، وبجهة بنيامين والشام بنو صخر ومن بطونهم غزيّة المرهوب صولتهم بالشام والعراق. وهم بنو غزية بن أفلت بن معبد بن عمرو بن عسّ بن سلامان بن ثعل وبنو غزية كثيرون وهم في طريق الحاج بين العراق ونجد، وكانت الرئاسة على طيِّئ في الجاهلية لبني هني بن عمرو بن الغوث بن طيّ وهم رمليّون وإخوتهم جبليّون، ومن ولده إياس بن قبيصة الّذي أدال به كسرى أبرويز النعمان المنذر حين قتله وأنزل طيّا بالحيرة مكان لخم قوم النعمان وولّي على العرب من إياسا هذا، وهو إياس بن قبيصة بن أبي يعفر بن النعمان بن خبيب بن الحرث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سعد بن هني، فكانت
[١] (في فجر الإسلام ص ٨) أجا وسلمى وهما المعروفان الآن بجبل شمّر، وقد سكنتها طيِّئ قبل الإسلام.