الكاهنة. وقال السهيليّ: طريفة الكاهنة امرأة عمرو بن عامر وهي طريفة بنت الخير الحميريّة لعهده.
وقال ابن هشام: عن أبي زيد الأنصاري أنه رأى جرذا تحفر السدّ فعلم أنه لا بقاء للسدّ مع ذلك فأجمع النقلة من اليمن وكاد قومه بأن أمر أصغر بنيه أن يلطمه إذا أغلظ له ففعل فقال لا أقيم في بلد يلطمني فيها أصغر ولدي وعرض أمواله فقال أشراف اليمن اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا أمواله وانتقل في ولده وولد ولده فقال الأزد لا نتخلف عن عمرو فتجشموا للرحلة وباعوا أموالهم وخرجوا معه وكان رؤساءهم في رحلتهم بنو عمرو مزيقياء ومن إليهم من بني مازن ففصل الأزد من بلادهم باليمن إلى الحجاز.
قال السهيليّ: كان فصولهم على عهد حسّان بن تبان أسعد من ملوك التبابعة ولعهده كان خراب السدّ. ولما فصل الأزد من اليمن كان أوّل نزولهم ببلاد عكّ ما بين زبيد وزمع، وقتلوا ملك عكّ من الأزد ثم افترقوا إلى البلاد، ونزل بنو نصر بن الأزد بالشراة وعمان، ونزل بنو ثعلبة بن عمرو مزيقياء بيثرب، وأقام بنو حارثة بن عمرو بمرّ الظهران بمكة وهم فيما يقال خزاعة، ومرّوا على ماء يقال له غسّان بين زبيد وزمع فكل من شبه منه من بني مزيقياء سمّي به، والذين شربوا منه بنو مالك وبنو الحرث وبنو جفنة وبنو كعب فكلهم يسمون غسّان، وبنو ثعلبة العتقاء لم يشربوا منه فلم يسمّوا به، فمن ولد جفنة ملوك الشام الذين يأتي ذكرهم ودولتهم بالشام. ومن ولد ثعلبة العتقاء الأوس والخزرج ملوك يثرب في الجاهلية وسنذكرهم، ومن بطن عمرو مزيقياء بنو أفصى بن حارثة بن عمرو ويقال إنه أفصى بن عامر بن قمعة بلا شك ابن إلياس بن مضر. قال ابن حزم: فإن كان أسلم بن أفصى منهم فمن بني أسلم بلا شك وبنو أبان وهو سعد بن عديّ بن حارثة بن عمرو، وبنو العتيك من الأزد عمران بن عمرو.
وأمّا بجيلة فبلادهم في سروات البحرين والحجاز إلى تبالة وقد افترقوا على الآفاق أيام الفتح فلم يبق منهم بمواطنهم إلا القليل، ويقدم الحاج منهم على مكّة في كل عام عليهم أثر الشظف ويعرفون من أهل الموسم بالسرو [١] ، وأمّا حالهم لأوّل الفتح الإسلامي فمعروف ورجالاتهم مذكورة، فمن بطون بجيلة قسر وهو مالك بن عبقر بن
[١] السرو من: سرا يسرو وسروا، كان سريّا أي صاحب مروءة وسخاء (القاموس) .