وأمّا الخزرج فخمسة بطون من كعب وعمرو وعوف وجشم والحارث، فمن كعب بن الخزرج بنو ساعدة بن كعب، ومن عمرو بن الخزرج بنو النجّار وهم تيم الله بن ثعلبة بن عمرو وهم شعوب كثيرة: بنو مالك وبنو عديّ وبنو مازن وبنو دينار كلهم بنو النجّار، ومن مالك بن النجّار مبدول واسمه عامر وغانم وعمرو، ومن عمرو عديّ معاوية، ومن عوف بن الخزرج بنو سالم والقواقل وهما عوف بن عمرو بن عوف.
والقواقل ثعلبة ومرضخة بنو قوقل بن عوف، ومن سالم بن عوف بنو العجلان بن زيد بن عصم بن سالم وبنو سالم بن عوف، ومن جشم بن الخزرج بنو غضب بن جشم وتزيد بن جشم، فمن غضب بن جشم بنو بياضة وبنو زريق ابنا عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب، ومن تزيد بن جشم بنو سلمة بن سعد بن علي بن راشد بن ساردة بن تزيد، ومن الحارث بن الخزرج بنو خدرة وبنو حرام ابنا عوف بن الحارث بن الخزرج. فهذه بطون الخزرج.
فلما انتشر بيثرب هذان الحيّان من الأوس والخزرج وكثروا يهود، خافوهم على أنفسهم، فنقضوا الحلف الّذي عقدوه لهم وكان العزّة يومئذ بيثرب لليهود، قال قيس بن الحطيم:
كنّا إذا رابنا قوم بمظلمة ... شدّت لنا الكاهنان الخيل واعتزموا
بنو الرهون وواسونا بأنفسهم ... بنو الصريخ فقد عفّوا وقد كرموا
ثم نتج فيهم بعد حين مالك بن العجلان وقد ذكر نسب العجلان، فعظم شأن مالك وسوّده الحيّان، فلما نقض يهود الحلف واقعهم وأصاب منهم ولحق بأبي جبيلة ملك غسّان بالشام وقيل بعث إليه الرنق بن زيد بن امرئ القيس فقدم عليه فأنشده:
فأعجبه وخرج في نصرتهم. وأبو جبيلة هو ابن عبد الله بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، كان حبيب بن عبد حارثة وأخوه غانم ابنا الجشمي ساروا مع غسّان إلى الشام وفارقوا الخزرج. ولما خرج أبو جبيلة إلى يثرب