كالصّعود إلى السّماء والنّفوذ في الأجسام الكثيفة وإحياء الموتى وتكليم الملائكة والطّيران في الهواء وخوارق الوليّ دون ذلك كتكثير القليل والحديث عن بعض المستقبل وأمثاله ممّا هو قاصر عن تصريف الأنبياء ويأتي النّبيّ بجميع خوارقه ولا يقدر هو على مثل خوارق الأنبياء وقد قرر ذلك المتصوّفة فيما كتبوه في طريقتهم ولقّنوه عمّن أخبرهم وإذا تقرّر ذلك فاعلم أنّ أعظم المعجزات وأشرفها وأوضحها دلالة القرآن الكريم المنزّل على نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم فإنّ الخوارق في الغالب تقع مغايرة للوحي الّذي يتلقّاه النّبيّ ويأتي بالمعجزة شاهدة بصدقة والقرآن هو بنفسه الوحي المدّعي وهو الخارق المعجز فشاهده في عينه ولا يفتقر إلى دليل مغاير له كسائر المعجزات مع الوحي فهو أوضح دلالة لاتّحاد الدّليل والمدلول فيه وهذا معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم «ما من نبيّ من الأنبياء إلّا وأتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنّما كان الّذي أوتيته وحيا أوحي إليّ فأنا أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» يشير إلى أنّ المعجزة متى كانت بهذه المثابة في الوضوح وقوّة الدّلالة وهو كونها نفس الوحي كان الصّدق لها أكثر لوضوحها فكثر المصدّق المؤمن وهو التّابع والأمّة.