الغرب منهم كثير لهذا العهد. ومنهم فيما يزعم العرب بنو يزيد أهل وطن حمزة غربي بجاية وبعض أحياء بجيل عياض. كما نذكر منهم بنو عامر بن صعصعة بن معاوية جرم كبير من أجرام العرب لهم بطون أربعة. نمير وربيعة وهلال وسوأة، فأمّا نمير بن عامر فهم إحدى جمرات العرب وكانت لهم كثرة وعزّة في الجاهلية والإسلام ودخلوا إلى الجزيرة الفراتية وملكوا حرار وغيرها، واستلحمهم بنو العبّاس أيام المعتز فهلكوا ودثروا. وأمّا سوأة بن عامر فشعوبهم في رباب من سمرة، بن سوأة، فمنهم جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن رباب الصحابي المشهور، ومن بطن رباب هؤلاء حيّ بإفريقية ينجعون مع رياح بن هلال ويعرفون بهذا النسب كما يأتي في أخبار هلال من الطبقة الرابعة. وأمّا هلال بن عامر فبطون كثيرة كانوا في الجاهلية بنجد ثم ساروا إلى الديار المصرية في حروب القرامطة، ثم ساروا إلى إفريقية أجازهم الوزير البارزيّ في خلافة المستنصر العبيديّ لحرب المعزّ بن باديس، فملك عليه ضواحي إفريقية، ثم زاحمهم بنو سليم فساروا إلى الغرب ما بين بونة وقسنطينة، إلى البحر المحيط، وكان لهلال خمسة من الولد: شعبة وناشرة ونهيك وعبد مناف وعبد الله، وبطونهم كلها ترجع إلى هؤلاء الخمسة، فكان من بني عبد مناف زينب أمّ المؤمنين بنت خزيمة بن الحرث بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عبد مناف، وكان من بني عبد الله ميمونة أمّ المؤمنين بنت الحرث بن حزن بن بحير بن هرم بن رويبة بن عبد الله.
قال ابن حزم: ومن بطون بني هلال بنو قرّة وبنو نعجة الذين بين مصر وافريقية، وبنو حرب الذين بالحجاز، وبنو رياح الذين أفسدوا إفريقية.
وقال ابن سعيد: وجيل بني هلال مشهور بالشام وقد صار عربه حرائر وفيه قلعة صرخد مشهورة قال: وقبائلهم في العرب ترجع لهذا العهد إلى أثبج ورياح وزغبة وقارع. فأمّا الأثبج فمنهم سراح بجهة برقة، وعياض بجبل القلعة المسمّى لهم ولغيرهم. وأمّا رياح فبلادهم بنواحي قسنطينة والسلم والزاب، ومنهم عتبة بنواحي بجاية، ومنهم بالمغرب الأقصى خلق كثير كما يأتي في أخبارهم. وأمّا زغبة فإنّهم في بلاد زنانة خلق كثير. وأمّا قارع فإنّهم في المغرب الأقصى مع المعقل وقرّة وجشم.
وبنو قرّة كانت منازلهم ببرقة وكانت رياستهم أيام الحاكم العبيديّ لما مضى ابن مقرب، ولما بايعوا لأبي ركوة من بني أميّة بالأندلس وقتله الحاكم سلّط عليهم العرب والجيوش فأفنوهم، وانتقل جلّهم إلى المغرب الأقصى، فهم مع جشم