للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني أحشاءه، لأنه الّذي بحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامي وغير دين إسماعيل ودعا الى عبادة الأوثان. وفي طريق آخر رأيت عمرو بن عامر. قال عياض المعروف في نسب أبي خزاعة، هذا هو عمرو بن لحيّ بن قمعة بن إلياس وإنّما عامر اسم أبيه أخو قمعة، وهو مدركة بن إلياس، وقال السهيليّ: كان حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر خلف على أم لحيّ بد أبيه قمعة ولحيّ تصغير واسمه ربيعة تبنّاه حارثة وانتسب إليه فالنسب صحيح بالوجهين، وأسلم بن أفصى بن حارثة أخو خزاعة.

وعن ابن إسحاق أنّ الّذي أخرج جرهم من البيت ليست خزاعة وحدها، وإنّما تصدّى للنكير عليهم خزاعة وكنانة. وتولّى كبره بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وبنو غبشان بن عبد عمرو بن بوى بن ملكان بن أفصى بن حارثة فاجتمعوا لحربهم واقتتلوا، وغلبهم بنو بكر وبنو غبشان بن كنانة وخزاعة على البيت ونفوهم من مكّة.

فخرج عمرو، وقيل عامر بن الحرث بن مضاض الأصغر، بمن معه من جرهم إلى اليمن بعد أن دفن حجر الركن وجميع أموال الكعبة بزمزم. ثم أسفوا على ما فارقوا من أمر مكّة وحزنوا حزنا شديدا. وقال عمرو بن الحرث وقيل عامر:

كان لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكّة سامر

بلى نحن كنّا أهلها فأزالنا ... صروف اللّيالي والجدود العواثر

وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف فما تحظى لدينا المكاثر

ملكنا فعزّزنا فأعظم ملكنا ... فليس لحيّ عندنا ثم فاخر

ألم تنكحوا من خير شخص علمته ... فأبناؤنا منّا ونحن الأصاهر

فإن تنثني الدنيا علينا بحالها ... فإنّ لها حالا وفيها التّشاجر

فأخرجنا منها المليك بقدرة ... كذلك يا للنّاس تجري المقادر

أقول إذا نام الخليّ ولم أنم ... إذا العرش لا يبعد سهيل وعامر

وبدّلت منها أوجها لا أحبّها ... قبائل منها حمير وبحائر

وصرنا أحاديثا وكنّا بغبطة ... بذلك عضّتنا السنون الغوابر

فساحت دموع العين تبكي لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر

ونبكي لبيت ليس يؤذي حمامه ... يظلّ بها أمنا وفيها العصافر

وفيه وحوش لا ترام أنيسة ... إذا خرجت منه فليست تغادر

ثم غلبت بنو حبشيّة على أمر البيت بقومهم من خزاعة، واستقلوا بولايتها دون بني بكر

<<  <  ج: ص:  >  >>