للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد مناة، وكان الّذي يليها لآخر عهدهم عمرو بن الحرث وهو غبشان.

وذكر الزبير: أنّ الذين أخرجوا جرهم من البيت من ولد إسماعيل هم إياد بن نزار.

ومن بعد ذلك وقعت الحرب بين مضر وإياد فأخرجتهم مضر، ولما خرجت إياد قلعوا الحجر الأسود ودفنوه في بعض المواضع، ورأت ذلك امرأة من خزاعة فأخبرت قومها فاشترطوا على مضر إن دلوهم عليه أنّ لهم ولاية البيت دونهم، فوفّوا لهم بذلك. وصارت ولاية البيت لخزاعة إلى أن باعها أبو غبشان لقصيّ. ويذكر ان من وليها منهم عمرو بن لحيّ ونصب الأصنام وخاطبه رجل من جرهم:

يا عمرو لا تظلم بمكّة إنّها بلد حرام سائل بعاد أين هم- وكذاك تحترم الأنام وهي العماليق الذين لهم بها كان السوام وكانت ولاية البيت لخزاعة وكان لمضر ثلاث خصال: الإجازة بالناس يوم عرفة لبني الغوث بن مرّة إخوتهم وهو صوفة، والإفاضة بالناس غداة النحر من جمع إلى منى لبني زيد بن عديّ وانتهى ذلك منهم إلى أبي سيارة عميرة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحرث بن كانس بن زيد فدفع من مزدلفة أربعين سنة على حمار، ونسأ الشهور الحرم، كان لبني مالك بن كنانة وانتهى إلى القلمس كما مرّ. وكان إذا أراد الناس الصدور من مكّة قال: اللَّهمّ إني أحللت أحد الصغرين ونسأت الآخر للعام المقبل قال عمرو بن قيس من بني فراس.

ونحن الناسئون على معدّ ... شهور الحلّ نجعلها حراما

قال ابن إسحاق: فأقام بنو خزاعة وبنو كنانة على ذلك مدّة الولاية لخزاعة دونهم كما قلناه. وفي أثناء ذلك تشعبت بطون كنانة ومن مضر كلها وصاروا جرما وبيوتات متفرّقين في بطن قومهم من بني كنانة، وكلهم إذ ذاك أحياء حلول بظواهرها.

وصارت قريش على فرقتين: قريش البطاح وقريش الظواهر. فقريش البطاح ولد قصيّ بن كلاب وسائر بني كعب بن لؤيّ، وقريش الظواهر من سواهم وكانت خزاعة بادية لكنانة، ثم صار بنو كنانة لقريش، ثم صارت قريش الظواهر بادية لقريش البطاح، وقريش الظواهر من كان على أقل من مرحلة، ومن الضواحي ما كان على أكثر من

<<  <  ج: ص:  >  >>