للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك. وصار من سوى قريش وكنانة من قبائل مضر في الضواحي أحياء بادية، وظعونا ناجعة من بطون قيس، وخندف من أشجع وعبس وفزارة ومرّة وسليم وسعد بن بكر وعامر بن صعصعة وثقيف. ومن تميم والرباب وضبعي بني أسد وهذيل والقارة وغير هؤلاء من البطون الصغار، وكان التقدّم في مضر كلها لكنانة ثم لقريش، والتقدّم في قريش لبني لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وكان سيّدهم قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ كان له فيهم شرف وقرابة وثروة وولد.

وكان له في قضاعة ثم في بني عروة بن سعد بن زيد من بطونهم نسب ظئر ورحم كلالة كانوا من أجلها فيه شيعة، وذلك بما كان ربيعة بن حرام بن عذرة قدم مكّة قبل مهلك كلاب بن مرّة. وكان كلاب خلف قصيّا في حجر أمّه فاطمة بنت سعد بن باسل بن خثعمة الأسدي من اليمن فتزوّجها ربيعة وقصيّ يومئذ فطيم فاحتملته إلى بلاد بني عذرة وتركت ابنها زهرة بن كلاب لأنه كان رجلا بالغا، وولدت لربيعة بن حزام رزاح بن ربيعة. ولما شبّ قصيّ وعرف نسبه رجع إلى قومه، وكان الّذي يلي أمر البيت لعهده من خزاعة حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو، فأصهر إلى قصيّ في ابنته حبي فأنكحه إياها فولدت له عبد الدار وعبد مناف وعبد العزّى وعبد قصيّ. ولما انتشر ولد قصيّ وكثر ماله وعظم شرفه هلك حليل، فرأى قصيّ أنه أحق بالكعبة وبأمر مكّة وخزاعة وبني بكر لشرفه في قريش. ولما كثرت قريش سائر الناس واعتزت عليهم وقيل أوصى له بذلك حليل، ولما بدا له ذلك مشى في رجالات قريش ودعاهم الى ذلك فأجابوه، وكتب إلى أخيه رزاح في قومه عذرة مستجيشا بهم فقدم مكّة في إخوته من ولد ربيعة ومن تبعهم من قضاعة في جملة الحاج مجمعا نصر قصيّ.

قال السهيليّ: وذكر غير ابن إسحاق أنّ حليلا كان يعطي مفاتيح البيت بنته حبي حين كبر وضعف فكانت بيدها، وكان قصيّ ربما أخذها يفتح البيت للناس ويغلقه. فلما هلك حليل أوصى بولاية البيت إلى قصيّ وأبت خزاعة أن يمضي ذلك لقصيّ، فعند ذلك هاجت الحرب بينه وبين خزاعة وأرسل إلى رزاح أخيه يستنجده عليهم.

وقال الطبريّ: لما أعطى حليل مفاتيح الكعبة لابنته حبي لما كبر وثقل قالت: اجعل ذلك لرجل يقوم لك به. فجعله إلى أبي غبشان سليمان بن عمرو بن لؤيّ بن ملكان

<<  <  ج: ص:  >  >>