للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأين عيش جنيناه بها خضرا [١] ... وأين غصن جنيناه بها سلسا

محا محاسنها طاغ أتيح لها ... ما نام عن هضمها حينا وما نعسا

ورجّ [٢] أرجاءها لمّا أحاط بها ... فغادر الشمّ من أعلامها خنسا

خلا له الجوّ وامتدّت يداه إلى ... إدراك ما لم تنل رجلاه مختلسا

وأكثر الزعم بالتثليث منفردا ... ولو رأى راية التوحيد ما نبسا

صل حبلها أيّها المولى الرحيم فما ... أبقى المراس لها حبلا ولا مرسا

وأحي ما طمست منها العداة كما ... أحييت من دعوة المهديّ ما طمسا

أيام صرت لنصر الحقّ مستبقا ... وبتّ من نور ذاك الهدي مقتبسا

وقمت فيها لأمر الله منتصرا ... كالصارم اهتزّ أو كالعارض انبجسا

تمحو الّذي كتب التجسيم من ظلم ... والصبح ماحية أنواره الغلسا

هذي رسائلها تدعوك من كتب ... وأنت أفضل مرجوّ لمن يئسا

وافتك جارية بالنجح راجية ... منك الأمير الرضى والسيّد الندسا [٣]

خاضت خضارة يعلوها ويخفضها ... عبابه فتعاني اللين والشرسا

وربما سبحت والريح عاتية ... كما طلبت بأقصى شدة الفرسا

تؤمّ يحيى بن عبد الواحد بن أبي ... حفص مقبّلة من تربه القدسا

ملك تقلّدت الأملاك طاعته ... دينا ودنيا فغشّاها الرضى لبسا [٤]

من كلّ غاد على يمناه مستلما [٥] ... وكل صاد إلى نعماه ملتمسا

مؤيّد لو رمى نجما لأثبته ... ولو دعا أفقا لبّى وما احتبسا [٦]

إمارة تحمل المقدار [٧] رايتها ... ودولة عزّها يستصحب القعسا

يبدي النهار بها من ضوئه شنبا ... ويطلع الليل من ظلمائه لعسا


[١] وفي نسخة أخرى: سمرا.
[٢] وفي نسخة أخرى: وريح.
[٣] وفي نسخة أخرى: السيد الرئسا.
[٤] وفي نسخة أخرى: يئسا.
[٥] وفي نسخة أخرى: ملتثما.
[٦] وفي نسخة أخرى:
مؤيد نورها نجما لأثبته ... ولو دعا آبقا ولّى وما احتسبا
[٧] وفي نسخة أخرى: الأقدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>