للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفلا تراعون الأذمّة بيننا ... من حرمة ومحبّة وتودد

أكذا يعيث الروم في إخوانكم ... وسيوفكم للثأر لم تتقلّد

يا حسرتى لحميّة الإسلام قد ... خمدت وكانت قبل ذا تتوقّد

أين العزائم ما لها لا تقتضي [١] ... هل يقطع الهنديّ غير مجرّد

أبني مرين أنتم جيراننا ... وأحق من في صرخة بهم ابتدي

فالجار كان به يوصّي المصطفى ... جبريل حقا في الصحيح المسند

أبني مرين والقبائل كلّها ... في المغرب الأدنى لنا والأبعد

كتب الجهاد عليكم فتبادروا ... منه إلى الفرض الأحقّ الأوكد

وارضوا بإحدى الحسنيين وأقرضوا ... حسنا تفوزوا بالحسان الخرد

هذي الجنان تفتّحت أبوابها ... والحور قاعدة لكم بالمرصد

هل من بايع [٢] من ربّه من مشتر ... منه الحصول على النعيم السرمد

للَّه في نصر الخليفة [٣] موعد ... صدق فثوروا لانتجاز الموعد

هذي الثغور بكم إليكم تشتكي ... شكوى العديم إلى الغنيّ الأوجد

ما بال شمل المسلمين مبدّد ... فيها وشمل الكفر غير مبدّد

أنتم جيوش الله ملء فضائه ... تأسون للدّين الغريب المفرد

ماذا اعتذاركم غدا لنبيّكم ... وطريق هذا العذر غير ممهّد

إن قال لم فرّطتم في أمّتي؟ ... وتركتموهم للعدوّ المعتدي؟

تاللَّه لو أنّ العقوبة لم تخف ... لكفى الحياء من وجه ذاك السيّد

إخواننا صلّوا عليه وسلّموا ... وسلوا الشفاعة منه يوم المشهد

واسعوا لنصرة دينه يسقيكم ... من حوضه في الحشر أعذب مورد

وصدر جوابها من نظم عبد العزيز شاعر السلطان يعقوب بن عبد الحق بما نصّه:

لبيّك لا تخش اعتداء المعتدي إلخ وكذلك أجاب عنها أيضا مالك بن المرحل بقوله:


[١] وفي نسخة ثانية: لا تنقضي.
[٢] وفي نسخة ثانية: من بائع.
[٣] وفي نسخة ثانية: الخليفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>