للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونبذت سلواني على ثقة ... بالقرب فاستبدلت بالبعد

ولربّ وصل كنت آمله ... فاعتضت منه بمؤلم الصدّ

لا عهد عند الصبر أطلبه ... إنّ الغرام أضاع من عهدي

يلحى العذول فما أعنّفه ... وأقول ضلّ فأبتغي رشدي

وأعارض النفحات أسألها ... برد الجوى فتزيد في الوقد

يهدي الغرام إلى مسالكها ... لتعلّلي بضعيف ما تهدي

يا سائق الأظعان معتسفا ... طيّ الفلاة لطيّة الوجد

أرح الركّاب ففي الصّبا نبأ ... يغني عن المستنّة الجرد

وسل الرّبوع برامة خبرا ... عن ساكني نجد وعن نجد

ما لي يلام على الهوى خلقي ... وهي التي تأبى سوى الحمد

لأبيت إلّا الرشد مذ وضحت ... بالمستعين معالم الرشد

نعم الخليفة في هدى وتقى ... وبناء عزّ شامخ الطّود

نجل السراة الغرّ شأنهم ... كسب العلا بمواهب الوجد

ومنها في ذكر خلوصي إليه وما ارتكبته فيه:

للَّه منى إذ تأوّبني ... ذكراه وهو بشاهق فرد

شهم يفلّ بواترا قضبا ... وجموع أقيال أولي اليدّ

أو ريت زند العزم في طلبي ... وقضيت حقّ المجد من قصدي

ووردت عن ظمأ مناهله ... فرويت عن عزّ ومن رفدي

هي جنّة المأوى لمن كانت ... آماله بمطالب المجد

لو لم أعلّ برد [١] كوثرها ... ما قلت هذي جنّة اللد

من مبلغ قومي ودونهم ... قذف النوى وتنوفة البعد

أني أنفت على رجائهم ... وملكت عزّ جميعهم وحدي

ورقيمة الأعطاف حالية ... موشيّة بوشائح البرد

وحشيّه الأنساب ما أنست ... في موحش البيداء بالغرد [٢]


[١] وفي نسخة ثانية: بورد.
[٢] وفي نسخة ثانية: بالقود.

<<  <  ج: ص:  >  >>