للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحيّيت عن شوق رباك كأنّما ... يمثّل لي فيء [١] بها وطلول

أأحبابنا والعهد بيني وبينكم ... كريم وما عهد الكريم يحول

إذا أنا لم ترض الحمول مدامعي ... فلا قرّبتني للّقاء حمول

الام مقامي حيث لم ترد العلا ... مرادي ولم تعط القياد ذلول

أجاذب فضل العمر يوما وليلة ... وساء صباح بينها وأصيل

ويذهب بي ما بين يأس ومطمع ... زمان بنيل المعلوات بخيل

تعلّلني منه أمان خوادع ... ويؤنسني منه أمان مطول [٢]

أما لليالي لا تردّ خطوبها ... ففي كبدي من وقعهنّ فلول

يروّعني عن صرفها كلّ حادث ... تكاد له صمّ البلاد تزول

أداري على رغم العداة بريبة [٣] ... يصانع واش خوفها وعذول

وأغدو بأشجاني عليلا كأنّما ... تجود بنفسي زفرة وغليل

وإنّي وإن أصبحت في دار غربة ... تحيل الليالي سلوتي وتديل

وصدّتني الأيام عن خير منزل ... عهدت به أن لا يضام نزيل

لأعلم أنّ الخير والشرّ ينتهي ... مداه وأنّ الله سوف يديل

وإني عزيز بابن ماساي مكثر ... وإن هان أنصار وبان خليل

فأعانني الوزير مسعود عليه حتى أذن لي في الانطلاق على شريطة العدول عن تلمسان في أيّ مذهب أردت، فاخترت الأندلس وصرفت ولدي وأمّهم إلى أخوالهم، أولاد القائد محمد بن الحكيم بقسنطينة فاتح أربع وستين وسبعمائة وجعلت أنا طريقي على الأندلس، وكان سلطانها أبو عبد الله المخلوع، وحين وفد على السلطان أبي سالم بفاس، وأقام عنده، حصلت لي معه سابقة وصلة ووسيلة خدمة، من جهة الوزير أبي عبد الله بن الخطيب، لما كان بيني وبينه من الصحابة، فكنت أقوم بخدمته واعتمل في قضاء حاجاته في الدولة، ولمّا أجاز باستدعاء الطاغية لاسترجاع ملكه حين فسد ما بين الطاغية وبين الرئيس المتوثّب عليه بالأندلس من قرابته، خلفته فيما


[١] وفي نسخة ثانية: يمثل لي نؤي
[٢] وفي نسخة ثانية:
تعللني عنه أمان خوادع ... ويؤنسني ليّان منه مطول
[٣] وفي نسخة ثانية: اداري على الرغم العدي لا لريبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>