للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهابان في الهيجا نعامان في الثوى [١] ... تسحّ المعالي منهما وتصوب

يدان لبسط المكرّمات نماهما ... إلى المجد فيّاض اليدين وهوب

وأنشدته ليلة المولد الكريم من هذه السنة:

أبى الطيف أن يعتاد إلا توهّما ... فمن لي ألقى الخيال المسلّما

وقد كنت أستهديه لو كان نافعي ... واستمطر الأجفان لو تمطر الظما [٢]

ولكن خيال كاذب وطماعة ... تعلّل قلبا بالأماني متيّما

أيا صاحبي نجواي والحبّ لوعة ... يبيح بشكواها الضمير المكتما

خذا لفؤادي العهد من نفس الصّبا ... وطيّ النّقا [٣] والبان من أجرع الحمى

الأصنع الشوق الّذي هو صانع ... فحبّي مقيم أقصّر الشوق أوسما

وإني ليدعوني السلوّ تعلّلا ... وتنهاني الأشجان أن أتقدّما

لمن دمن أقفرن إلّا هواتف ... تردّد في أطلالهنّ الترنّما

عرفت بها سيّما الهوى وتنكّرت ... فعجت على آياتها متوسّما

وذو الشّوق يعتاد الربوع دوارسا ... ويعرف آثار الديار توهّما

تؤوّبني والليل بيني وبينه ... وميض بأطراف الثنايا تضرّما

أجدّ لي العهد القديم كأنّه ... أشار بتذكار العهود فأفهما

عجبت لمرتاع الجوانح خافق ... بكيت له خلف الدّجا وتبسّما

وبتّ أروّيه كؤوس مدامعي ... وبات يعاطيني الحديث عن الحمى

وصافحته عن رسم دار بذي الغضي ... لبست بها ثوب الشبيبة معلما

لعهدي بها تدني الظّباء أوانسا ... وتطلع في آفاقها الغيد أنجما

أحنّ إليها حيث سار بي الهوى ... وأنجد رحلي في البلاد وأتهما

ولما استقرّ القرار، واطمأنّت الدار، وكان من السلطان الاغتباط والاستبشار، وكثر الحنين إلى الأهل والتذكار، أمر لاستقدام [٤] أهلي من مطرح اغترابهم من


[١] وفي نسخة ثانية: شهابان في الهيجا غمامان في الندى.
[٢] وفي نسخة ثانية: لو تنقع الظما أي لو تروي العطشان.
[٣] وفي نسخة ثانية: ظبي النقا، والنقا: الكثيب من الرمل.
[٤] وفي نسخة ثانية: استقدام.

<<  <  ج: ص:  >  >>