للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحنايا [١] ، قبل أن تقطع به عن أمانيه المنايا، ببديعة، أو خلف جرجير [٢] الرّوم، قبل منازلة القروم، على وديعة، أو أسلمه ابن أبي سرح [٣] ، في نشب للفتح وسرح [٤] ، أو حتم له روح بن حاتم [٥] ببلوغ المطلب، أو غلب الحظوظ بخدمة آل الأغلب [٦] ، أو خصّه زيادة الله بمزيد [٧] ، أو شارك الشّيعة في أمر أبي يزيد [٨] ، أو سار على منهاج، في مناصحة بني صنهاج، وفضح بتخليد أمداحهم كلّ هاج.

وأعجب به، وقد عزّز منه مثنى البيان بثالث، فجلب سحر الأسماع، واسترقاق الطّباع، بين مثان للإبداع ومثالث، كيف اقتدر على هذا المحيد، وناصح مع التثليث مقام التوحيد، نستغفر الله وليّ العون، على الصّمت والصّون، فالقلم هو الموحّد قبل الكون، والمتّصف من صفات السّادة، أولي العبادة، بضمور الجسم


[١] الحنايا: جمع حنية، وهي القوس. ويريد بها: مجرى الماء الّذي اجتلب الى «قرطاجنة» ووضع على أعمدة عالية، عقدت بأقواس وصلت بين عدة جبال منحازة من بعض، ثم أجرى الماء فوق هذه «الحنايا» العالية. وكانت المسافة بين قرطاجنة، وبين منبع الماء ثلاثة أيام، ولا تزال بقايا هذه موضع العبرة من مشاهديها. انظر ياقوت- (معجم البلدان) .
[٢] هو الطريق الّذي كانت له الولاية على المغرب من قبل الإمبراطور البيزنطي. وقد انفصل عن بيزنطة، واستقل بالمغرب عند الفتح الإسلامي، والعرب يسمونه جرجير. وابن الخطيب يشير اليّ ما كان من الحوادث بين الجيش الإسلامي، وبين جرجير أيام الفتح.
[٣] هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح، كان كتاب الوحي للرسول صلّى الله عليه وسلم، ثم ارتد، وأهدر دمه يوم فتح مكة، وكان محمد بن أبي بكر الصديق يقول عنه حين ولي مصر: انه لم يعد الى الإسلام بعد ردته. ابن الأثير ٣/ ٥٧، ٨٢.
[٤] النشب: المال والعقار، والسرح: المال يسأم في المرعى، يغدى به ويراح. وقد صالح أهل افريقية عبد الله بن أبي سرح على مليونين وخمسمائة ألف دينارا، وبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار، وسهم الراجل ألفا، وقد أصبح هذا المبلغ مضرب المثل، وإلى ذلك ينظر ابن الخطيب. انظر العبرم ٢.
[٥] هو روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، كان من الكرماء الأجواد. ولي الكوفة، ثم السند، ثم البصرة أيام المهدي، وولي إفريقية أيام الرشيد، وبها توفي سنة ١٧٤. وفيات الأعيان ١/ ٢٣٥.
[٦] هو الأغلب بن سالم، أحد الذين قاموا مع أبي مسلم الخراساني بالدعوة العباسية، وتولى الأغلب أيام المنصور ولاية القيروان، وابنه إبراهيم بن الأغلب، هو رأس دولة الأغالبة بتونس، التي تبتدئ سنة ١٨٤ هـ، وتنتهي سنة ٢٩٦ هـ.
[٧] زيادة الله هو ثاني ملوك بني الأغلب، (٢٠١- ٢٢٣) قلده الخليفة المأمون العباسي.
[٨] هو أبو يزيد: مخلد بن كيداد (أو كتداد) بن سعد الله بن مغيث اليفرني، وقد عرف أيضا بصاحب الحمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>