للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صناديدها [١] الصّهب السّبال، أمثال الهضاب الراسية، تجنّها [٢] جنن [٣] السوابغ الكاسية، وقواميسها [٤] المفادية للصّلبان يوم بؤسها بنفوسها المواسية [٥] ، وخنازيرها التي عدتها [٦] عن قبول حجج الله ورسوله، ستور الظّلم الغاشية، وصخور القلوب القاسية، فكان بين الفريقين أمام جسرها الّذي فرق البحر، وحلّى بلجينه، ولآلئ زينه، منها النّحر، حرب لم تنسج الأزمان على منوالها [٧] ، ولا أتت الأيام الحبالي بمثل أجنّة [٨] أهوالها، من قاسها بالفجار [٩] أفك وفجر [١٠] ، أو مثّلها بجفر الهباءة [١١] خرف وهجر [١٢] ، ومن شبّهها بحرب داحس والغبراء [١٣] ، فما عرف الخبر، فليسأل من جرّب وخبر، ومن نظّرها بيوم شعب جبلة [١٤] فهو ذو بله [١٥] ، أو عادلها ببطن عاقل [١٦] ، فغير عاقل، أو احتجّ بيوم ذي قار [١٧] ، فهو إلى


[١] الصنديد: السيد الشجاع. والجمع صناديد.
[٢] تجنها: تسترها.
[٣] الجنن: جمع جنة، وهي السترة.
[٤] القواميس، جمع قومس (بوزن جوهر) ، وهو مرافق الملك، ونديمه، والأمير.
[٥] المواسي: المعين.
[٦] عديته فتعدى: أي تجاوز الحد الّذي حد له.
[٧] المنوال: المنسج تنسج عليه الثياب. يريد لم تأت الأيام بمثل هذه الحروب.
[٨] حبالي: جمع حبلى. والاجنة جمع جنين.
[٩] حروب الفجار عدة، واشهرها- وهي آخرها- تلك التي كانت بين قريش وكنانة، وبين هوازن.
وقد شهدها النبي صلّى الله عليه وسلم، وقال: كنت أنبل على أعمامي يوم الفجار، وسميت فجارا لما استحلوا فيها من حرمة الأشهر الحرم. العقد الفريد ٣/ ٣٦٨- ٣٧١.
[١٠] أفك: كذب. وفجر: مال عن الحق.
[١١] جفر الهباءة: يوم كان لعبس على ذبيان، سمي بالموضع الّذي كانت فيه موقعتهم، وهو مستنقع في ارض غطفان. العقد الفريد ٣/ ٣١٦- ٣١٧، ياقوت (معجم البلدان) ، الميداني ٢/ ٢٦٩.
[١٢] خرف: فسد عقله. هجر: خلط في كلامه وهذي.
[١٣] داحس والغبراء: يوم من أشهر أيامهم، بلغ من بعد اثره ان اتخذوه مبدأ من مبادئ تواريخهم في الجاهلية، ويقال انه دام أربعين سنة. وكان بين عبس وذبيان.
وداحس والغبراء: فرسان، وسمي اليوم بهما لما انه كان يسببهما، انظر العقد الفريد ٣/ ٣١٣- ٣١٤.
[١٤] كان يوم شعب جبلة لعامر وعبس على دبيان، وكان- فيما يقول أبو عبيدة- قبل الإسلام بأربعين سنة (وشعب جبلة: هضبة حمراء بنجد) . العقد الفريد ٣/ ٣٠٧- ٣١٠، ياقوت (معجم البلدان) .
[١٥] البله: الغفلة.
[١٦] بطن عاقل: يوم كان لذبيان على بني عامر، (أو كان بين بني خثعم، وبني حنظلة) ، ذكر سببه في العقد الفريد ٣/ ٣٠٥- ٣٠٦، وانظر مجمع الأمثال ٢/ ٢٦٤.
[١٧] يوم ذي طار: يوم مشهور كان أيام النبي صلّى الله عليه وسلم، وأثر عنه انه قال: «انه أول يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>