للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضل الأنام حديثهم وقديمهم ... ولأنت إن نصّبوا أعزّوا أفضل

وبنوا على قلل التخوم ووطّدوا ... وبناؤك العالي أشدّ وأطول

ولقد أقول لخائض بحر الغلا ... والليل مدّثر الجوانب أليل [١]

ماض على غول الدّجى لا يتّقي ... منها وذا بله ذبال مشعل

متقلّب فوق الرماح [٢] كأنّه ... طيف بأطراف المهاد موكّل

يبغي منال الفوز من طرق الغنى ... ويرود مخصبها الّذي لا يمجل

أرح الرّكاب فقد ظفرت بواهب ... يعطي عطاء المنعمين فيجزل

للَّه من خلق كريم في النّدى ... كالروض حيّاه نديّ مخضوضل

هذا أمير المؤمنين إمامنا ... في الدين والدنيا إليه الموئل

هذا أبو العبّاس خير خليفة ... شهدت له الشّيم التي لا تجهل

مستنصر باللَّه في قهر العدا ... وعلى إعانة ربّه متوكّل

سبق الملوك إلى العلا متمهّلا ... للَّه منك السابق المتمهّل

فلأنت أعلى المالكين وإن غدوا ... يتسابقون إلى العلاء وأكمل

قائس قديما منهم بقديمكم [٣] ... فالأمر فيه واضح لا يجهل

دانوا لقومكم بأقوم طاعة ... هي عروة الدين التي لا تفصل

سائل تلمسانا بها وزناتة ... ومرين قبلهم كما قد ينقل

وأسأل بأندلس مدائن ملكها ... تخبرك حين استأنسوا واستأهلوا

وأسأل بذا مرّاكشا وقصورها ... فلقد تجيب رسومها من يسأل

يا أيّها الملك الوفيّ يا ذا الّذي ... ملاء القلوب وفوق ما يتمثّل [٤]

للَّه منك مؤيّد عزماته ... تمضي كما يمضي القضاء المرسل

حيث الزمان يحتّ أعظم حتّه [٥] ... فافترّ عنه وهو أكلح أعضل

والشّمل من أنبائه متصدّع ... وعلا خلافتهم [٦] مضاع مهمل


[١] وفي نسخة ثانية: والليل مزيّد الجوانب أليل
[٢] وفي نسخة ثانية: الرّحال.
[٣] وفي نسخة ثانية: قائس قديما منكم بقديمهم.
[٤] وفي نسخة ثانية: يا أيها الملك الّذي في نعته ملء القلوب وفوق ما يتمثّل
[٥] وفي نسخة ثانية: جئت الزمان بحيث أعضل خطبه، وأعصل مكان أعضل في الشطر الثاني والأعصل: المعوج والشديد الالتواء. والأعضل: الأشد قبحا.
[٦] وفي نسخة ثانية: وحمى خلافته.

<<  <  ج: ص:  >  >>