للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلق قد صرفوا إليك قلوبهم ... ورجوا إصلاح الحال منك وأمّلوا

فعجلته لما انتدبت لأمره ... بالبأس والعزم الّذي لا يمهل

ذلّلت منه جامحا لا ينثني ... سهّلت وعرا كاد لا يتسهّل

وألنت من سوس العتاة وذدتهم ... عن ذلك الحرم الّذي قد حلّلوا

كانت لصولة صولة ولقومه ... يعدو ذؤيب بها وتسطو المعقل

ومهلهل تسدي وتلحم في التي ... ما أحكموها فهي بعد مهلهل

والمراد بصولة هنا صولة بن خالد بن حمزة أولاد أبي الليل. وذؤيب هو ابن عمّه أحمد بن حمزة. والمعقل فريق من العرب من أحلافهم، ومهلهل هم بنو مهلهل بن قاسم أنظارهم وأقتالهم. ثم رجع إلى وصف العرب وأحيائهم:

عجب الأنام لشأنهم بادون قد ... قذفت بحيّهم المطيّ الذلّل

رفعوا القباب على العماد وعندها ... الجرد السّلاهب والرّماح العسل [١]

في كلّ طامي الرب منعقد الحصا [٢] ... تهدي للجّته الظماء فتنهل

حيّ شرابهم السراب ورزقهم ... ريح يروح به الكميّ ومنصل [٣]

حيّ حلول بالعراء ودونهم ... قذف النّوى إن يظعنوا أو يقبلوا

كانوا يروعون الملوك بما بدوا ... وغدت ترفّه بالنعيم وتخضل

فبدوت لا تلوي على دعة ولا ... تأوي إلى ظلّ القصور وتهزل [٤]

طورا يصافحك الهجير وتارة ... فيه بخفّاق البنود تظلّل

وإذا تعاطى الضمر في يوم الوغى [٥] ... كأس النجيع فبالصّهيل تعلّل

مخشوشنا في العزّ معتملا له ... في مثل هذا يحسن المستعمل

تفري حشى البيداء لا يسري بها ... ركب ولا يهوي إليه جحفل

وتجرّ أذيال الكتائب فوقها ... تختال في السّمر الطوال وترفل


[١] السلاهب: ج سلهب. وسلاهبة: الطويل. والعسل: ذو العمل الصالح يستحلى الثناء عليه وهي جمع عاسل.
[٢] وفي نسخة ثانية: في كل ظامي الترب متّقد الحصى.
[٣] وفي نسخة ثانية: جنّ شرابهم السراب ورزقهم رمح يروح به الكميّ ومنصل
[٤] وفي نسخة ثانية: تأوي الى ظلل القصور تهدّل.
[٥] وفي نسخة ثانية: وإذا تعاطي خمرا يوم الوغى.

<<  <  ج: ص:  >  >>