للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجبل الفتح لأهل الحضرة، فاستولى على المملكة، وحصل على الدنيا، وانفرد برياسة دار المغرب لضعف السلطان رحمة الله. ولم يكن إلّا أن كفرت الحقوق، وحنظلت نخلته السحوق، وشف على سواد جلدته سواد العقوق، وداخل من سبتة، فانتقضت طاعة أهلها، وظنّوا أنّ القصبة لا تثبت لهم، وكان قائدها الشيخ الأبهة [١] فلّ الحصار وجلّى القتال، ومحشّ الحرب أبو زكريا بن شعيب، فثبت للصدمة ونوّر للأندلس، فبادره المدد من الجبل ومن مالقة، وتوالت الأمداد وخاف أهل البلد، ورجع شرفاؤه ودخلوا القصبة. واستغاث أهل البلد بمن جاورهم، وجاءهم المدد أيضا، ثم دخل الصالحون في رغبة هذا المقام، ورفع القتال، وفي أثناء ذلك غدروا ثانية، فاستدعى الحال إجازة السلطان المخلوع أبي العبّاس لتبادر القصبة به ويتوجّه منها إلى المغرب لرغبة بني مرين وغيرهم فيه، وهو ولد السلطان المرحوم أبي سالم الّذي قلّدكم رياسة داره، وأوجب لكم المزية على أوليائه وأنصاره.

وبعده فصل آخر يطلب فيه كتبا من مصر يقول فيه:

والمرغوب من سيدي أن يبعث لي ما أمكن من كلام فضلاء الوقت وأشياخهم على الفاتحة، إذ لا يمكن بعث تفسير كامل لأني أثبت في تفسيرها ما أرجو به النفع عند الله، وقد علمتم أنّ عندي التفسير الّذي أوصله عثمان النجاني من تأليف الطيبي [٢] والسفر الأوّل من تفسير أبي حيّان، وملخّص إعرابه وكتاب المغني لابن هشام، وسمعت عن براءة تفسير للإمام بهاء الدين ابن عقيل ووصلت إليّ براءة من كلام أكمل الدين الأشيري رضي الله عن جميعهم، ولكني لم أصل إلّا للبسملة، وذكر أبو حيّان في صدر تفسيره أنّ شيخه سليمان النقيب أو أبا سليمان لا أدري الآن صنّف كتابا في البيان في سفرين جعله مقدّمة لكتاب تفسيره الكبير. فإن أمكن سيّدي توجيهه لا بأس انتهى.

وفي الكتاب فصول أخرى في أغراض متعدّدة لا حاجة إلى ذكرها هاهنا. ثم ختم الكتاب بالسلام، وكتب اسمه محمد بن يوسف بن زمرك الصّريحي، وتاريخه


[١] وفي نسخة ثانية: الشيخ البهمة.
[٢] هو الحسين بن محمد بن عبد الله شرف الدين الطيبي (توفي ٧٤٣) له حاشية قيمة على «الكشاف» في أربع مجلدات ضخمة. وشرع بعدها في جمع كتاب في التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>