للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمسى لأنواع الولايات نابذا ... فغير نكير أن يواجه بالنكر

فيهنيك يهنيك الّذي أنت أهله ... من الزّهد فيها والتوقّي من الوزر

ولا تكترث من حاسديك فإنّهم ... حصى والحصى لا يرتقي مرتقى الدرّ [١]

ومن عامل الأقوام باللَّه مخلصا ... له فيهم نال الجزيل من الأجر

بقيت لرفع المجد تحمي ذماره ... وخار لك الرحمن في كلّ ما يجري [٢]

إيه سيّدي رضي الله عنكم وأرضاكم، أطنبتم في كتابكم في الثناء على السّلطان الّذي أنعم بالاعفاء، والمساعدة على الانفصال عن خطّة القضاء، واستوهبتم الدعاء له من الأولياء وللَّه درّكم في التنبيه على الإرشاد إلى ذلكم، فالدعاء له من الواجب فيه استقامة الأمور وصلاح الخاصّة والجمهور، وعند ذلك ارتفعت أصوات العلماء والصلحاء بهذا القطر له ولكم بجميل الدعاء. أجاب الله فيكم أحسنه وأجمله، وبلغ كل واحد منكم ما قصده وأمّله. وأنتم أيضا من أهل العلم والجلالة، والفضل والأصالة، وقد بلغتم بهذه البلاد الغاية من التنويه، والحظّ الشريف النبيه، لكن أراد الله سبحانه أن يكون لمحاسنكم في تلك البلاد العظيمة ظهور، وتحدث بعد الأمور أمور، وبكل اعتبار، فالزمان بكم حيث كنتم مباه، والمحامد مجموعة لكم جمع ثناه. ولما وقف على مكتوبكم إليّ مولانا السلطان أبو عبد الله، أطال الله الثناء على مقاصدكم، وتحقّق جميل [٣] ودادكم، وصحيح اعتقادكم، وعمّر مجلسه يومئذ بالثناء عليكم، والشكر لما لديكم.

ثم ختم الكتاب بالسّلام من كاتبه عليّ بن عبد الله بن الحسن مؤرّخا بصفر سنة تسعين وسبعمائة وفي طيّه مدرجة بخطّه وقد قصّر فيها عن الإجادة نصّها:

سيّدي رضي الله عنكم وأرضاكم، وأظفركم يمناكم بذوائب مناكم أعتذر لكم عن الكتاب المدرج به هذا غير خطّي فإنّي في ذلك الوقت بحال مرض في عينيّ، ولكم العافية الوافية، فيسعني سمحكم وربّما كان لديكم تشوّف بما نزل في هذه المدّة بالمغرب من الهرج أماطه الله، وأمّن بلاد المسلمين.

والموجب أنّ الحصّة الموجّهة في خدمة أميرهم الواثق ظهر له ولوزيره ومن ساعده على


[١] وفي نسخة ثانية: البدر.
[٢] وفي نسخة ثانية: ما تجزي.
[٣] وفي نسخة ثانية: صحيح ودادكم وجميل اعتقادكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>